أضحكني فعلاً ملء الفم، لأني فتاة وأعرف تماماً كيف تفكر بنات جنسي، قال إن أغلب الشباب من حوله يوكلون مهمة اختيار شريكة حياتهم إلى أمهاتهم أو أخواتهم، وغالباً إن من يتم وقوع الاختيار عليهن من فتيات إما أنهن متوسطات الجمال أو أقل حتى من مستوى جمال "المعرس"، أو بشعات – على حسب تعبيره – ولنقل إنهن أقل جمالاً وأقل مستوى اجتماعيا وعلميا من أخواتهن، وليس من بعد ذلك تفسير إلا أن أقول : "إن كيدهن عظيم"!. مع احترامي الشديد لمن لايزال يعتمد على الأهل في اختيار رفيقة الدرب، إلا أن ما كان يصلح في الأمس ليس بالضرورة يصلح في زماننا هذا، نعم الأم وحتى الأخوات من المفترض أنهن لن يرتضين أن تكون زوجة الابن أو الأخ أي زوجة والسلام، فهي ستكون أماً لأطفال ابنهم، وستكون فرداً جديداً بينهم وستحمل اسم عائلتهم، ولكن لابد من الاعتراف أن البعض يحمل بين جنبات نفسه سوءات النفس البشرية التي منها الغيرة، ويالها من غيرة إن كانت بين النساء، وخصوصاً الأنانيات منهن ممن لا يهدأ لهن بال إلا إذا كن الأجمل، والأفضل، والأكثر حسناً ودلالا. وبغض النظر عن كل ذلك، ولنحسن الظن، فإن ما تراه الأم ويعجبها من شكل وخصال، ليس بالضرورة يعجب ابنها، وما تجده الأخت ميزة، قد يراها الأخ أمراً غير محمود!. صحيح أن بعض الشباب قد لا يجد فرصة للاختلاط بالجنس الناعم، ومنهم من يكون أقل جرأة من أن يُقدم للتعرف على إحداهن – بقصد الزواج طبعاً – وأن النساء أعلم بمجتمع النساء وأكثر دراية بالبنات خلف الأبواب، إلا أن مسألة الارتباط ليست بالعملية التي تقتصر على الشكل بل تتعداها إلى التوافق الفكري، والتقبل النفسي، والتناغم في الميول والاهتمامات، وغيرها الكثير من الأمور التي لا يكتشفها إلا الشابان أنفسهما، ومقابلة وأخرى لن تكونا كافيتين للكشف عن كل مستور من الشخصية. الأم ليست هي من ستتزوج بل ابنها، وتلك الزوجة لن تكمل مشوار حياتها مع الأخت وإنما مع ذاك الشاب الذي طلب أن يكمل نصف دينه. والحياة اليوم لم تعد مغلقة كما السابق، الاختلاط بات جزءًا من الحياة في المدارس والعمل، والتواصل الاجتماعي فتحت كل الأبواب المغلقة وبات الجميع يعرف الجميع، ولا حاجة إلى وسطاء في أمر يترتب عليه حياة طويلة إما أن يكتب لها النجاح وإما الفشل المحفوف بتصدع أسر وتشريد أطفال.