خاص / صحيفة البلاد الثلاثاء 10 محرم 1438 قرأت منذ فترة عن أن أحد الملوك بالهند طلب من وزيره أن ينقش له جملة على خاتم إن قرأها وهو حزين فرح وإن قرأها وهو سعيد حزن فنقش الوزير "هذا الوقت سوف يمضى" وكأن هذا الوزير نقش هذه الكلمة على قلوبنا جميعاً من منا لم يتعرض لجرح أبكاه وأوجعه ثم أتت نسائم الرحمن لتخفف عنه ومن منا عندما يفرح يتلقى صدمة مُوجعة بعد ذلك قد نبالغ فى الحزن وقد نبالغ فى الفرح، ولكن فى كل الأحوال هذا الوقت سوف يمضى والوقت القادم أيضاً سوف يمضى بحلوه ومره فلا حزن دائم ولا فرح دائم ولكن كل هذا الوقت الذى يمضى ويأخذ معه كل ألامنا وأفراحنا هل يمضى بسلام أم يمضى وهو تارك بالقلب بعض الأثار والجروح التى لا تُنسى وليس لها أى دواء، فهناك بعض الأمور لا تنسى ويومياً ما تتحول الذكريات الحلوة إلى ذكريات حزينة مثل صورة قديمة مع أحباب فارقونا أو ذكرى زواج فتاة من رجل أحبته وكان لها كل الحياة وأول من دق باب قلبها لأن مع الوقت تتغير البشر، تتغير الأحداث، الظروف، كل ما حولنا يتغير وحتى الذكريات يؤلمنى كثيراً لحظات سعادة مرت علىّ وحتى على غيرى من الكثير من الفتيات ثم بدون سابق إنذار تحولت إلى أقوى وأعمق ذكرى مُوجعة حملها القلب يوماً لا أعلم هل سننجوا هذه المرة من هذه الذكريات؟ لقد فات الكثير والكثير من الذكريات من قبل ولكن لا نستطيع إنكار أن هناك بعض الذكريات تعد الأعمق والأكبر فى جرحها ليس لدى أى طريق أو دليل أو أى بصيص أمل عن الحل للتخلص من هذه الذكريات التى أنهكت قلوبنا شوقاً وبكاءاً ولكن يراودنى بعض الأفكار التى قد يرسلها قلبى إلى عقلى تقول أنه قد يأتى يوم وتتحول هذه الدموع إلى دموع فرح فيرد عقلى بأن حتى إذا تحولت هذه الدموع من دموع حزن إلى دموع فرح سيأتى يوم أيضاً وتمضى فكيف سيكون السبيل للتخلص من هذا الجرح الذى أتى مرة أخرى أعمق وأشرس ولكن يبقى صوت يهمس فى داخلى بأن هذا الوقت بحلوه ومره سوف يمضى وأتمنى أن ما مضى فى حياة كل من يقرأ يوم وأبكاه شوقاً له وفقدان أن يعود ولكن لا يمضى بجرح وتعود للحياة ألوانها