في الأسابيع الفارطة، قرأت عبر هذه الجريدة تكريم وزارة الثقافة والإعلام، ممثلة في معالي وزيرها النشيط معالي الدكتور عادل الطريفي، للكاتب الأديب الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، لقاء ما قدمه من جهود أدبية وثقافية خلال مسيرته الأدبية والصحافية، والإسهام الفاعل في النهضة الأدبية والثقافية المباركة التي عاشتها وتعيشها بلادنا خلال الحقبة الماضية وحتى الآن. وهي لفتة كريمة، وخطوة رائدة، تخطوها وزارة الثقافة والإعلام في تكريم أرباب القلم، من الأدباء والمثقفين ببلادنا نظير ما قدموه من جهود إذا ذكرت شكرت. والأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، أحد الأدباء السعوديين الذين كان لهم الدور البارز في نهضة الأدب السعودي، من خلال جهوده الإعلامية والأدبية والثقافية المواكبة لنهضة البلاد في شتى مجالات الحياة، ممثلة في مجلة الرائد التي أصدرها في عهد صحافة الأفراد. والتي تتلمذ على صفحاتها العديد من الشباب ممن بات يُشار إليهم حالياً، في المواهب التي تخصصوا فيها وكان موجهاً لهم قبل أن يكون مشجعاً، إضافة إلى مشاركة العديد من المبدعين في الشعر والقصة والنقد على الساحة المحلية والعربية وعلى صفحاتها قامت معارك أدبية بين العديد من الأدباء والمثقفين البارزين لا يتسع المجال لذكرها. وبعد تحويل صحافة الأفراد إلى مؤسسات، وتأسيس الأندية الأدبية، عام 1395ه كان أبو مدين ضمن المرشحين لمجلس إدارة نادي جده، ولخبرته الطويلة في المجال الأدبي والثقافي أسندت إليه فيما بعد رئاسة النادي، فنهض به وأصبح ذا شأن في إصداراته ونشاطاته المنبرية، والإبداعات الشعرية، والبحثية والقصصية، والنقدية. لقد كان أبو مدين حرياً وجديراً بتكريم وزارة الثقافة والإعلام والإشادة بما عمل وقدم وأنجز في خدمة أمته ووطنه وقيادته في مجال الصحافة والأدب والثقافة والإصلاح. نأمل أن يستمر هذا التكريم ففي بلادنا العديد من الأدباء والمثقفين ممن يستحقون التكريم وهم على قيد الحياة وقبل رحيلهم؟ خاتمة: وخير ما أختم به هذه المقالة كلمات أراها عادلة ومنصفة في حق المكرّم أدلى بها الكاتب والناقد المعروف الدكتور عبدالله الغذامي، خلال مقابلة إذاعية معه في محطة (mbc) بتاريخ 4 محرم 1418ه قال فيها (عبد الفتاح أبو مدين، ليس مبدعاً في إنتاجه الكتابي والثقافي فحسب، ولكنه مبدع في عمله.. في تصديه للعمل.. وفي أخلاقيات العمل وفي حماسه للفكرة التي يؤمن بها، وأعتقد بأننا سنظل نسجل لعبد الفتاح أبو مدين هذا الدور الفاعل الحقيقي في تفعيل الثقافة وفي تحويلها وفي جعل العمل الثقافي يتحول إلى إنتاج فعلي (يُجسد على المنبر وعلى الكتاب وعلى الدعوات المستمرة وعلى إقامة المؤتمرات وإقامة الندوات) . الطائف – ص.ب 101 ج 0505700725