(أيامي في النادي) كتاب جديد يقع في (512) صفحة من القطع المتوسط أهداه إلى أستاذي الكاتب القدير الأديب المعروف الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي السابق .. وصاحب ورئيس تحرير مجلة الرائد الصادرة في عهد صحافة الأفراد .. والتي تتلمذ على صفحاتها العديد من الشباب ممن يشار إلى معظمهم حاليا بالبنان في المواهب التي تخصصوا فيها .. إضافة إلى مشاركة العديد من أساطين القول من المبدعين في الشعر والقصة والنقد على مستوى الساحة المحلية والعربية .. وعلى صفحاتها قامت معارك أدبية بين العديد من الأدباء أمثال أحمد العطار وأبي تراب الظاهري وعلي دمر والخطاط أحمد الذهب وغيرهم – يرحمهم الله . | وكان أبو مدين من خلال مجلته هذه موجها للشباب الواعد قبل أن يكون مشجعا لهم . واستطاع أن يوجد جيلا يعتمد عليه في الشأن الأدبي والثقافي على مستوى البلاد .. وهي ميزة من مزايا عديدة تخلق بها (أبو مدين) في مسيرة الأدب السعودي في البدايات الأولى للنهضة الأدبية السعودية المباركة حتى اليوم. | وبعد غياب مجلة الرائد وتحويل الصحافة إلى مؤسسات مساهمة .. تأسس نادي جدة الأدبي الثقافي ضمن مجموعة من الأندية الأدبية ببعض المناطق عام 1395ه كان أبو مدين ضمن الأعضاء المرشحين لمجلس إدارة النادي .. وبعد فترة وجيزة أسندت إليه مسؤولية رئاسة النادي لخبرته الطويلة في المجال الأدبي الثقافي وما يدور في محيط ذلك من إجراءات وتخصصات وعلاقات فاختص هذا الوليد الجديد بكل أريحية أبوية ليقوم على رعايته وإتمام رسالته كما رعى مجلة الرائد قبله. | وما هي إلا بضع سنوات ونادي جدة يضاهي ما سواه في تحقيق أهداف الرسالة المرسومة له ويصبح ذا شأن في إصداراته ونشاطاته المنبرية على مستوى الداخل والخارج غير ناظر إلى الأيام الأولى لتأسيسه وما وجده خلالها من مواقف وعقبات ومعاناة ونصب .. فهمته وعزمه قهرا كل ذلك .. ومضى ينظر إلى الامام لا للوراء مرددا : إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فان فساد الرأي أن تترددا ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب | هكذا مضى أبو مدين بنادي جدة يؤزاره في سيره الأخوة الخلص من زملائه في النادي وغير النادي . ويتحول النادي إلى مدرسة متكاملة في العلوم والآداب والثقافة والفنون .. خرجت جيلا بوسعهم حمل الراية بأمانة وجدارة وثقة .. وكونت من التراث والإبداع ما تزخر به المكتبة العربية. | ولما كان التجديد سنة الحياة ولمرور أكثر من (30) عاما على قيام معظم الأندية الأدبية بالمملكة وتأسيس وزارة الثقافة والإعلام وربط معظم المؤسسات الثقافية بها ومن ضمنها الأندية الأدبية .. رأت وزارة الثقافة والإعلام إعادة تشكيل مجالس هذه الأندية من قبيل التغيير والتجديد .. ألا أن أبا مدين ترجل عن كرسي رئاسة أدبي جدة (مستقيلا) قبل هبوب رياح التجديد بعد أن قاد سفينة هذا النادي ما يقرب من ثلاثين عاما لشاطيء النجاح والتطوير والتنظيم في شتى فنون الأدب والثقافة والعلوم والإبداع .. وغادره غير متشبث بالكرسي وبريق المنصب. | وقد رُؤي أبا مدين بعد هذه الرحلة الطويلة في جنبات نادي جدة عضوا ومسؤولا وموجها ومشجعا .. أن يسجل أيامه في هذا النادي وشرح ما واجهه من جهد وصبر خلالها – للذكرى والتاريخ – في سفر جديد يحكي نشأة هذا النادي ومن كان وراء نجاحه وبلوغه ما بلغ من رقي ونهضة بصراحة وشفافية تتسم بالعقلانية والمصداقية . ولعلها فكرة غير مسبوقة في بابها. | وفق الله أبا مدين وسجل جهوده الأدبية والاجتماعية والإصلاحية في سجل الخالدين وجزاه بما عمل وقدم وأنجز خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته. | وخير ما أختم به هذه المقالة كلمات اخترتها أراها عادله ومنصفة في حق المؤلف كتبها الكاتب والناقد الأديب الكبير الأستاذ الدكتور عبدالله محمد الغذامي من كلمة جاءت في الغلاف الأخير من الكتاب أذيعت من محطة ال (MBC) من لندن بتاريخ 4 محرم 1418ه (عبدالفتاح أبو مدين ليس مبدعا في انتاجه الكتابي والثقافي فحسب ولكنه مبدع في عمله . في تصديه للعمل وفي أخلاقيات العمل وفي حماسه للفكرة التي يؤمن بها . واعتقد بأننا سنظل نسجل لعبدالفتاح أبو مدين هذا الدور الفاعل الحقيقي في تفعيل الثقافة وفي تحريكها وفي جعل العمل الثقافي يتحول إلى إنتاج فعلي: يجسد على المنبر وعلى الكتاب وعلى الدعوات المستمرة وعلى إقامة المؤتمرات وإقامة الندوات) وبالله التوفيق.