تعج شبكات التواصل الاجتماعي بالكثير من دعاوى التحريض ضد مصالح الوطن والتي تتستر خلف شعارات دينية أو وطنية لتثير الفتن والبلبلة وتضر بالسلام الاجتماعي والاستقرار الوطني وتزدحم الشبكات الاجتماعية بمئات وربما آلاف الحسابات التي تحمل أسماء وهمية وزائفة لتبث سموم التحريض وتشعل نيران الفتنة بين أبناء المجتمع، لصالح أجندات أجنبية تستهدف إثارة الفوضى والتشكيك في الثوابت الوطنية واستقطاب الشباب الذين ربما ينخدعون بهذه المزاعم المنحرفة ودعاوى التحريض الشاذة. تساؤلات فما هو تأثير مثل هذه الدعاوى التحريضية التي تنتشر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وكيف يمكن مواجهتها والتصدي لها وحماية الشباب والناشئة من الانخداع بها، وهل ثمة حاجة لإصدار أنظمة لمكافحة مثل هذه الدعاوى ام ان الحل الأمثل يتمثل في مجابهتها فكرياً وتفنيدها بالحجج والبراهين القاطعة تحذير لاجل ذلك كله جدد مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كِبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، تحذيره من الحسابات المجهولة الحاقدة على المملكة التي تُدار من الخارج لإشعال الفتن وإيجاد العداوات والفوضى وإحداث الاضطرابات وتشويه السمعة. وطالب سماحته في حديثه لقناة "المجد" في برنامج "مع سماحة المفتي" ، بمزيد من الوعي والفطنة واليقظة لمخططات الأعداء التي يروجون لها من خلال حسابات مجهولة في مواقع التواصل الاجتماعي تهدف للنيل من المملكة العربية السعودية، وتسعى لتشويه سمعتها والطعن في قادتها وعلمائها وروادها، وقال: "مواقع التواصل الاجتماعي وما يحصل فيها من كذب وغيبة ونميمة وبهتان وشائعات باطلة وإرجاف بالأمة وتخذيل لها وتشويه سمعتها؛ كلها من جاهل أو حاقد على الأمة والعياذ بالله". وأضاف: "هذه البلاد متمسكة، ولله الحمد، بالعقيدة الصحيحة والسليمة وتحكيم الشريعة، وهي آمنة مطمئنة ومستقلة وفي رغد من العيش، وتربط بين قادتها وأفرادها علاقات محبة وود ووئام، والحمد لله رب العالمين، فغاظ ذلك الأعداء فبثّوا في وسائل التواصل الاجتماعي أحاديث كاذبة وباطلة". ونوّه بأن أغلب حسابات مواقع التواصل الاجتماعي تُدار من خارج المملكة من حاقد على الأمة وعلى دينها وأمنها، فالواجب أن نتصدّى لهذه المواقع والمعرفات الوهمية برد الباطل ودحضه بالحق، ولا نشيعه ولا ننشره بل ننبذه". وضع حد يبدو أن المملكة تتجه إلى وضع حد لاستخدام الحسابات المجهولة الهوية على موقع "تويتر" في البلاد بقصر دخول الموقع على من يقومون بتسجيل بيانات وثائق تحقيق الشخصية. وكانت وسائل إعلام محلية قالت الأسبوع الماضي إن الحكومة طلبت من شركات الاتصالات البحث عن سبل تمكنها من مراقبة أو حظر خدمات الاتصال الهاتفي المجانية على الإنترنت مثل سكايب، وأشارت وسائل اعلام – نقلاً عن أحد المصادر – إلى أنه ليس بالضرورة أن تجعل هذه الخطوة البيانات الشخصية للمستخدم مرئية لغيره من مستخدمي الموقع، ولكنه يعني أن الحكومة السعودية يمكنها مراقبة التغريدات التي ينشرها المواطنون. يذكر أن "تويتر" يحظى بشعبية كبيرة بين السعوديين، وأثار جدلاً واسعاً حول موضوعات دينية وسياسية في المملكة، التي يعتبر فيها مثل هذا النقاش العام في أفضل الأحوال عملا غير لائق وفي بعض الأحيان غير قانوني. وفي أوائل هذا الشهر وصف متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية مواقع الشبكات الاجتماعية وخصوصاً "تويتر" بأنها أداة يستخدمها المتشددون لإثارة الاضطراب الاجتماعي وعي مجتمعي وكان مغردون على موقع التواصل الاجتماعي ‘‘ تويتر'' قد دشنوا وسماً بعنوان: "احذري من ذئاب الوظائف"؛ لتحذير الفتيات من الوظائف المجهولة. وحذر مغردون من الالتحاق بالوظائف العامة التي تأتي عن طريق هواتف مجهولة، أو الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تستهدف ابتزاز الفتيات. للخبراء راي ثمة رؤية عملية دفع بها الخبراء عن ماهية هذه الحسابات المجهولة والقرض المراد تحقيقه من خلالها، وهذا ما جاء على لسان وكيل كلية العلوم الاجتماعية وأستاذ الإعلام الأمني بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، د. بركة الحوشان، فالرجل يري أن تأثير دعاوى التحريض يكون كبيراً إذا صادفت من يعانون نقصا في الوعي أو من في نفوسهم هوى، حيث تتحول إلى استجابة لدى المتلقي لتصبح بعدها مثل كرة الثلج التي تكبر كل يوم لتصبح جبلا له خطورته وسبباً لانتشار الفوضى على غرار ما يسمى بالطابور الخامس، مؤكداً أن الترويج لمثل هذه الدعاوى التحريضية غالباً ما يتم من قبل أعداء الوطن الحاسدين له على ما ينعم به من رخاء وأمن واستقرار.