قبل مايقارب الستة أعوام كتبت نصا:(كنت غافي..في أمان الله على وجهي لحافي..الوسادة قاع ودموعي مطر..وعطرة بكفي ويالبى العطر..والتفاف الغصن يشبه ل التفافي..) ولازالت كلمات هذا النص من أقرب الكلمات إلى قلبي وأكثرها شبهاً لي لربما أنني ذلك الوقت عزفتها عزفاً،لاعفواً أعتقد أني نزفتها نزفاً..لذلك بين الفينة والأخرى أعيد نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي لعلها تحظى بحب الجمهور كما حظيت بحبي وتحصل على جزء من الاهتمام الذي حصلن عليه اخواتها الأخريات من بنات أفكاري،قبيل أيام نشرتها في قروب شاعرات سحر البيان في الواتساب وسعدت كثيراً بشعارات الإعجاب وعبارات الترحاب التي وجهتها الشاعرات لابنتي ذات الستة أعوام وما أسعدني أكثر طلب شيخة الشعر القامة الأدبية والقيمة الثقافية شاعرتنا الإماراتية شيخة الجابري وهو أن أسكب العطر الأنثوي على قصيدتي فأُأنث ضمائرها وأطيل ضفائرها لتخطو خطوات الزهو النسائي الفاخر الذي تتميز به الفتاة العربية فماأشهاها حينما تسير فتنتشر منها رائحة دهن العود وأزكى الورود..هنا استوقفتني ذكريات تلك القصيدة وطقوس كتابتها فأنا لم استغرق سوى نصف ساعة نعم نصف ساعة فقط وكأنها وحي ينزل على روحي فيُسكب على الورق ولم أفكر إلى هذه اللحظة هل تتوشح بردائها الأحمر القاني الباذخ أم تخللتها الرتوش البيضاء حتى خُيل للقارئ أنها شماغ خليجي موشى بالفروسية والشجاعة؟ وهل أنا تعمدت إيهام القارئ أنه نص أنثوي قوي لإخفاء ماكنت أشعر به من ضعف أم خانتني الكلمات وظهرت بطريقة جعلتني لا أهتم بالألفاظ بقدر اهتمامي بإظهار مشاعري الجارفة حينها؟ والمهم هنا أنني أحببت قصيدتي أكثر فأحببت أن أبرز جمالها الأخاذ وعطرها النفاذ،أخيراً..مثُلت أمام محكمة شيخة الشعر فتيقنت بعدالة الحكم وسأنشرها برونقها الجديد لاحقاً.