قالت قوات البشمركة الكردية يوم الاثنين إنها أمنت نقطة عبور على نهر تمكنها من فتح جبهة جديدة ضد تنظيم داعش ومن ثم تشديد الخناق على الموصل معقل التنظيم. وبدعم من ضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وصل المقاتلون الأكراد إلى الكنهش على الجانب الغربي من جسر الكوير والتي كانت هدفا لهجوم بدأ يوم الأحد. وقبل نحو عامين ألحق المتشددون أضرارا بالجسر الذي يعبر نهر الزاب الكبير إلى جنوب شرق الموصل مع اجتياحهم لشمال وغرب العراق. وإصلاح الجسر يتيح للبشمركة وغيرها من القوات المعادية للتنظيم التحرك باتجاه الموصل من جبهة جديدة. وكتب منصور بارزاني رئيس مجلس الأمن في إقليم كردستان على تويتر يقول "السيطرة على مرتفعات الكنهش تمنح البشمركة ميزة استراتيجية على مواقع العدو القريبة والطريق الرئيسي إلى الموصل." وأضاف "هذه العملية الناجحة ستضيق الخناق حول الموصل معقل التنظيم." وقال مسؤولون أكراد إن نحو 150 كيلومترا مربعا انتزعت من الارهابيين على امتداد الزاب الكبير الذي يصب في نهر دجلة. ويتخذ الجيش العراقي وقوات البشمركة مواقع بالتدريج حول الموصل الواقعة على بعد 400 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة بغداد. ومن المسجد الكبير في الموصل أعلن أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم خلافة تضم مناطق في العراق وسوريا عام 2014. وكان يقيم في الموصل نحو مليوني شخص قبل الحرب وهي أكبر منطقة حضرية خاضعة لداعش. وقال رئيس وزراء العراق حيدر العبادي الذي يهدف لاستعادة المدينة هذا العام إن سقوطها سيمثل هزيمة داعش فعليا في العراق. ويحاول الجيش العراقي التقدم من الجنوب وفي يوليو تموز استولى الجيش على قاعدة القيارة الجوية الواقعة على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل ومن المتوقع أن تكون نقطة رئيسية في الهجوم المتوقع على المدينة. وقال بريت ماكجورك المبعوث الأمريكي للتحالف الذي يقاتل اداعش في تعليق على تويتر على الهجوم الكردي "تشديد الخناق حول إرهابيي داعش: البشمركة تتقدم شرقي الموصل والقوات العراقية تعزز وجودها في الجنوب قرب القيارة." وقال سيف حميد مراسل رويترز الذي غطى الهجوم يوم الأحد إن عناصر داعش يستخدمون سيارات ملغومة وقذائف الموتر لإبطاء تقدم الأكراد. وأضاف حميد الذي كان يتنقل في عربة مدرعة تابعة للبشمركة بصحبة مجموعة من الصحفيين "في القرية السادسة التي دخلناها استقبلنا إطلاق النار المعتاد وكان المدفعجي يرد… وبدأت قذائف الموتر تسقط على يميننا كل ثلاث دقائق." وأضاف "فجأة صرخ رجل كان يراقب بقلق من خلال زجاج ضيق مكسور مضاد للرصاص وتحولت كل الأعين ناحية اليسار. كانت سيارة ملغومة تتجه بسرعة نحونا." وقال "فتح المدفعجي النار من البرج واختفت. لم نعرف إلى أين ذهبت. ومع انسحابنا من القرية تم إبلاغنا أنها انفجرت في مكان آخر." وقال تنظيم داعش في بيان بثته وكالة أعماق للأنباء المرتبطة به إن انتحاريين من التنظيم فجرا سيارتين ملغومتين في إحدى القرى لوقف تقدم القوات الكردية مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف البشمركة. ولم تعلن السلطات في إقليم كردستان معلومات عن الخسائر البشرية في القتال باستثناء تأكيدها يوم الأحد مقتل مصور تلفزيوني كردي وإصابة صحفي آخر. وقال مكجورك للصحفيين خلال زيارة إلى بغداد إن الاستعدادات للهجوم على الموصل تقترب من المرحلة النهائية. وقال إن التخطيط يشمل اعتبارات للمساعدات الإنسانية للمدنيين النازحين. وتوقعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشهر الماضي أن يضطر ما يصل إلى مليون شخص لترك منازلهم في شمال العراق بمجرد احتدام القتال حول الموصل مما سيمثل "مشكلة إنسانية ضخمة". واضطر أكثر من 3.4 مليون شخص لترك منازلهم بالفعل في مختلف أنحاء العراق بسبب الصراع واستقروا بمناطق تحت سيطرة الحكومة أو في إقليم كردستان.