ثلثين الارض تْعجّ ما..والثلث عينه للسما يا اللي ثلاث ارباعك مْن الماء بسْ كيف اشرَبِك؟ لا غيمِك العالي همَل..لابرقِك المبهر وَمَى والأرض مثلي تشتكي ضيم العطش واستشرِبك إسقيني..اتلَفني الجفاف المرّ..يا عذب اللمى قلبي من أعلى أرْض في شِبْه الجزيره مَرّ بك أسمى نزولي لك يحوّلني سما والقى الظما يستصعبك واستعذبك..يستعطفك واستغربك إنتي المطر والاّالظما؟!إنتي النظَر والاّالعمى والاّ انتي اصلاً كل شيٍ حلو بك أو مُرّ..بك ياالفارقه..ياالواضحه..ياالمبهمه..ماأنتي ما؟! لا مشرقك من شمس لا من ليل عتمة مغربك لا عطرك مْن الورد اخَذ..لا وردك بْروضه نِما لا مبسمك شُبهَة شفق لا من غسَق يستقربك ما البَحر من عينك؟ وما نْجوم المسا منها؟! وما ما أنتي إلاّ انتي يا من ينطِرب بك مطربك حتى المرايا كلّما ترنو اليك وْكلّما تَرْني إليها ترتبك وتْسرّبك وتْسَرّ..بك ما كان قيدك من حديد إلا ان خفاقي دما ما كان نبضك من وريد إلا انّ قلبي قرّبك يا غصة الما والظما إنتي وانا صرنا كما مدري..ولكن كذب كنتي في يدي وش سَرّبِك ليه الظما ورُبعِك ظلال وباقي الأرباع ما يا آخر وطن كلّي غريب وبي وطن ما غرّبك نص يسعى نحو تكوين نفسه ! رؤية- الحميدي الثقفي في نظرة شاملة وسريعة نجد أن هذا النص بالتحديد ينطلق من مفردتين…هما(الماء- والعطش ثلثين الأرض تعج ما والثلث عينه للسما..ثم تنداح القصيدة بكم هائل من مشتقاّت الماء والعطش ولا يكاد يخلو بيت واحد في القصيدة من إستحضار الماء والعطش -السما ..البرق..الغيم.. الظمأ..العطش..اليباس،هذه الثنائية الفجائعية..هي التي كان لها دور في حضور نص شعري..يسعى نحو تكوين نفسه ! عبر تساؤلات شعرية..حادة أحياناً وخفيفة أحيانا أخرى..تعد بصوت..متميز. شاعر تجربة ناضجة رؤية- مطر الروقي هذا النص كُتب ليقرأ وليس ليسمع وكلما اعدت قراءته تجد نفسك أمام خيال واسع ومهارة عالية في تركيب الكلمات بكل إناقة.الشاعر هنا انطلق من حقيقة علمية معروفة للجميع ربما أراد أن يشير إلى العلاقة الخاصة والارتباط التكويني بين الإنسان والأرض بكل معاني الحب والعطاء والبقاء والفناء.والإنسان بطبيعته مزيج بين العقل والروح ومن هذا الانصهار بينهما تتولد المشاعر والأحاسيس وتتدفق لتشكل لغة تعبيرية تعكس إبداع الشاعر أو الكاتب بحسب الحالة التى يعيشها!.وفي هذا النص الجميل الذي أمامنا لعل أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ هو ما يسمى بالكيمياء الجسدية أو كيمياء الجسد فهناك لغة خاصة بين الشاعر وذاته وبين المخاطب فى القصيدة،شاعر يكتب مثل هذا النص اعتقد أنه شاعر تجربة ناضجة وموهبة فذة. التقاط مدهش بأكثر من صورة رؤية- حمود الصهيبي غيم هذا النص صنع الفارق في الأدوات المستخدمة بشيء من الدقة الفائقة،استطاع أن يصهر عناصر الإبداع في بوتقة واحدة وفي فلسفة ذات عمق وخيال مرمز.غيمة تروي العطش وكأنك من الوهلة الأولى تقول:التصور الذي بدأ به الشاعر ليس مفتاحاً للنص أتى هكذا دونما ترتيب،التقاط مدهش وعابر وعامر أيضاً بأكثر من صورة لن تستطيع اكمال النص دونما قراءاته من أوجه كثيرة،الشعر من ثلثي الماء واليابسة حتى(مشرق الشمس)ويبقى الشعر.