تتبعت مجلة (الحج والعمرة) في عددها الجديد (ذو القعدة 1437ه)، المسار الإلكتروني لحجاج الداخل في نسخته الثانية والذي أطلقته الوزارة مؤخراً، إنفاذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة في تسخير التقنية لخدمة ضيوف الرحمن وتقديم كل التسهيلات لهم، ليستقبل من خلال بوابته الإلكترونية جميع الراغبين في أداء مناسك الحج من مواطنين ومقيمين في هذه البلاد الطاهرة، حيث تم تضمينه هذا العام حزمة من الخدمات التي من شأنها تجويد مستوى الخدمة وتمكين المواطن والمقيم من اختيار مقدم الخدمة والبرنامج والسعر الأنسب له، مما يسهم في توفير الشفافية والوضوح في حزم الخدمات والأسعار، كما يمكِّن الحاج من الحجز والدفع إلكترونياً، الأمر الذي يساعد على تسهيل وتيسير الإجراءات وتوفير مرجعية نظامية يتم الرجوع إليها في حالة اختلاف الطرفين على حزم الخدمات أو السعر أو العقد. العدد (857) من مجلة (الحج والعمرة) الشهرية، صدر وهو يحمل باقة متنوعة من التقارير والتحقيقات والحوارات والاستطلاعات، تتصدره كلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله تحت باب (كلمات مضيئة)، توجه فيها بالشكر لله سبحانه وتعالى بأن مكن قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف من المعتمرين والزوار من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، سائلاً الله تعالى انقشاع غمامة فرقة الأمة الإسلامية وزوال محنها وآلامها.. فيما أكد معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن في كلمته الافتتاحية أن خدمة ضيوف الرحمن تقف في مقدمة اهتمامات القيادة الرشيدة، موضحاً أن الاستعدادات للحج والعمرة عملية مستمرة طوال العام، فما أن ينتهي موسم للحج أو العمرة، إلا وتبدأ الاستعدادات للموسم الذي يليه، عبر إعداد الخطط التشغيلية وعقد ورش العمل، والدورات التدريبية والتأهيلية، وتأتي في مقدمة هذه الاستعدادات المبادرات التي أطلقتها الوزارة، ومنها اعتماد التحول الرقمي وتطبيق الإسوارة الإلكترونية على الحجاج اعتباراً من موسم حج هذا العام، بهدف سرعة التعرف على الحجاج وقراءة بياناتهم إلكترونياً، الأمر الذي سيسهم في رفع كفاءة الأداء واختصار زمن الإجراءات وتطبيق الشفافية المعلوماتية وإتاحتها لمختلف الجهات العاملة في منظومة الحج والعمرة. ونطالع تقريراً مفصلاً عن استعدادات الجهات المعنية بتقديم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام من خلال منظومة متكاملة من الخدمات التي سينعم بها ضيوف الرحمن هذا العام ليؤدوا مناسكهم في راحة واطمئنان، وفق ضوابط وتنظيمات لضمان تقديم أفضل وأرقى الخدمات، فيما خصص باب (من الميدان) لزيارات معالي وزير الحج والعمرة لمؤسسات أرباب الطوائف، للوقوف ميدانياً على جاهزيتها لموسم حج هذا العام. وتحت باب (ذاكرة الحج) استعادت المجلة نداء الحج الخالد حينما صدح به خليل الرحمن بأمر ربه جل وعلا، تلك الدعوة التي كتب لها أن تبلغ أرجاء الأرض ويسمعها من في الأرحام والأصلاب، فيجيبها من قدر له أن يحج (لبيك اللهم لبيك)، وتتحول الأشواق إلى معانقة أول بيت وضع للناس.. أما موضوع الغلاف فخصص لسقيا الحجيج منذ تلك اللحظة الفاصلة التي انبجس فيها الماء من تحت قدمي الذبيح إسماعيل فكانت زمزم، وحامت الطير فوق الوادي القفر فعلمت جرهم أنه الماء فهوت قلوبهم إلى الوادي فكانت أم القرى، كما تضمن موضوع الغلاف المشروعات العملاقة التي قامت لسقيا الحجيج، انطلاقاً من (عين زبيدة) التي استمرت زهاء (800) عام في تقديم خدمة سقاية الحاج وأهل مكةالمكرمة، مروراً بمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم، إلى أن أصبحت عبوات الماء المبارك تجوب أرجاء العالم.. وتحت باب (بعثات) نطالع حواراً مع معالي الشيخ يوسف دعيس إسماعيل وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، أشاد فيه بالمشروعات العملاقة التي تنفذها حكومة المملكة العربية السعودية في الحرمين الشريفين والمشاعر والمقدسة، كما ثمن جهود وزارة الحج والعمرة لخدمة ضيوف الرحمن، مؤكداً أن المحافظة على أمن الحج هو حفاظ على أمن الأمة الإسلامية.. كما اشتمل العدد الجديد على موضوعات أخرى متنوعة منها (آبار المدينةالمنورة.. معالم شاهدة على السيرة النبوية)، (إسكان الحجاج ينعش التطوير العقاري بمركزية مكة)، (عبدالعزيز جاويش.. إسهامات فكرية لا تموت)، (الأمير مشاري بن جلوي يباشر (12) قضية للأدلاء تتمحور حول التوريث والتنازع)، (رحلة الإيمان.. بين الفلسفة والعلم والقرآن)، (مشاهدات صحفي في الأراضي المقدسة)، (الإسلام في الصين.. تاريخ يعود إلى عهد الخلفاء الراشدين)، (أكثر من 176 باباً تؤدي إلى الكعبة المشرفة)، (مكةالمكرمة كما وصفها المقدسي)، كما نقرأ مقالات لكل من: الدكتور سهيل بن حسن قاضي، والدكتور محمد عمارة، والدكتور يوسف حوالة، والدكتور بكري شيخ أمين، والأستاذ أحمد محمود، والدكتور فيصل عبدالله بني حمد، والدكتور إبراهيم نويري.