محمد أحمد بالعمش تمر علينا الكثير من الأحداث والمواقف التي نستفيد منها ونكتسب منها دروس وخبرات في الحياة لتربية وتطوير ذواتنا وزيادة شخصيتنا نضجا ونجاحا. غير أنه في هذه المرة ستكون خبراتنا مكتسبة من مصدر ونوع مختلف تماما قد لا يخطر على بال الكثير منا ألا وهي مباريات كرة القدم. نعم لا تستغرب ذلك فمباريات كرة القدم مليئة وحافلة بالدروس الذاتية والإدارية والتربوية. ففوز منتخب البرتغال ببطولة اوروبا الاخيرة وخصوصا ان النهائي كان مع المنتخب الفرنسي صاحب الارض والقوة والشهرة وأحد ابطال كأس العالم يعلمنا أن الإرادة والعزيمة والهمة متى ما توفرت تقود صاحبها للنجاح والتفوق وصنع الإنجازات التي قد يظنها البعض مستحيلة. وسمعنا دائما المقولة المشهورة رب ضارة نافعة ورأيناها عيانا عند خروج احد افضل لاعبي العالم مصابا في المباراة النهائية وقبل نهاية الشوط الاول وهو رونالدو عندها توقع الكثير انهيار المنتخب البرتغالي امام المنتخب الفرنسي وان المنتخب الفرنسي قاب قوسين من الفوز ولكن كانت اصابة رونالدو نقطة التحول في المباراة واشتدت عزيمة المنتخب البرتغالي وتراخى الفرنسيون لتنتهي المباراة بفوز البرتغال وهذا الحدث يعلمنا ان المشاكل والعقبات والتحديات تكون في صالحنا احيانا وتثمر نجاحا وقوة وانجازا. وأظن أننا سمعنا مرارا وتكرارا عدم الاستسلام واليأس والاحباط وخصوصا بعد تكرار الفشل من عدة محاولات ولكننا رأينا ذلك في كأس اوروبا واقعا عمليا من خلال فك العقد التاريخية بين منتخبات البطولة، اذ تمكن المنتخب الايطالي من الفوز على اسبانيا لاول مرة منذ 22 سنة. والفرنسيون تمكنوا من تحقيق فوز على ألمانيا لم يتحقق منذ 25 سنة , وخاتمة فك العقد كانت في النهائي عندما فاز المنتخب البرتغالي، أمام نظيره الفرنسي بعد 40 سنة من الخسارة.ولولا ان هذه الفرق ولاعبيها تخلصوا من مشاعر اليأس والاحباط رغم تكرار الخسارة والفشل وعدم تحقق النجاح لعشرين وثلاثين واربعين سنة لما استطاعوا اخيرا النجاح والفوز والانجاز بعد فترة طويلة من الزمن. وهكذا الإنسان الحكيم يتأمل في الأحداث والمواقف التي تمر به وتحدث أمامه ليستخلص منها العبر والحكم ففي المرة القادمة راقب وتأمل مباريات كرة القدم فحتما ستضيف إلى متعتك في المشاهدة متعة أخرى أهم تضاف إلى خبراتك في الحياة. 3903 جدة 22246 – 6624