لأول مرة بعد الاعتداء الدامي الذي كانت مدينة نيس مسرحا له، يروي أحد رجال الشرطة الذين قتلوا منفذ الاعتداء المواجهة النارية التي جمعته وزملاؤه مع التونسي محمد لحويج بوهلال قبل القضاء عليه. كان عرض الألعاب النارية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي قد انتهى للتو عندما وردنا اتصال باللاسلكي يفيد أن شاحنة صدمت مارة. بدأت الحشود تركض في كل الاتجاهات في حين كانت الجثث ممددة أرضا".هكذا بدأ تدخل قوات الأمن بحسب رواية أحد الشرطيين الثلاثة الذين قتلوا التونسي محمد لحويج بوهلال. فقد كانت وحدة من "الفرقة الميدانية المتخصصة" في قوات الشرطة تضم امرأة ورجلين متمركزة عند مفترق جادة الإنكليز مع جادة أخرى، تراقب المتجمعين وهم يباشرون إخلاء المكان. ويروي هذا الشرطي الذي كان مع زميلين له من ضمن المكلفين "ضمان أمن جادة الإنكليز" في محضر اطلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية الأحد ما حصل. تلقوا اتصالا لاسلكيا يشير إلى صدم شاحنة لمارة، وطلب منهم التوجه إلى شارع الولاياتالمتحدة. وبعدها بلحظات، تلقوا اتصالا ثانيا يفيد بأن الشاحنة أصبحت في جادة الإنكليز، توجه بعدها الشرطيون الثلاثة جريا إلى الجادة الشهيرة المطلة على المتوسط. ويضيف أحد الشرطيين أنه شاهد أمامه "شاحنة تعرضت لأضرار"، ويقول "كانت متوقفة والقسم الأمامي منها اقتلع تماما. لم يعد هناك غطاء للمحرك".وشاهد على بعد عدة أمتار وراء الشاحنة وتحتها أشخاص ممدون على الأرض والكثير من الدماء، وكان يسمع الكثير من "البكاء وصراخ".وقال الشرطي "لم أدرك على الفور ما كان يحصل. كان الأشخاص يركضون في كل الاتجاهات". ورأى الشرطيون رجلا يصعد على مسند القدمين للشاحنة من ناحية السائق، وبدا لهم أنه كان يحاول الإمساك بسائق الشاحنة أو ضربه. وقاما شرطيان بتوقيفه ليتبين فيما بعد أنه أحد المارة الذي حاول وقف القاتل.كان سائق الشاحنة، وهومنفذ الاعتداء، يحمل سلاحا بيده اليمنى قبل أن يبدأ بإطلاق النار. ليشهر الشرطي الذي كان على مسافة 15 مترا تقريبا " سلاحه ويصوبه إلى القاتل". ويجد الشرطي نفسه "وجها لوجه تقريبا" مع منفذ الاعتداء، في وقت كانت فيه الشاحنة مركونة على الرصيف. ويفتح الشرطي النار مرة أولى مصوبا إلى الرأس لأنه "الجزء الوحيد" الذي يراه. وينخفض السائق قبل أن يتمدد داخل الشاحنة. ويظهر الجاني مجددا في مقعد الراكب فيطلق الشرطي النار مرة أخرى، وكذلك الشرطيان الآخران من وراء أشجار النخيل. ثم يصوب لحويج بوهلال سلاحه باتجاههم، فيطلق الشرطي الذي يروي التفاصيل النار مجددا مرتين قبل أن يرى "رأسه يهوي إلى الخلف على حافة النافذة من ناحية الراكب".لم يعرف على الفور ما إذا كان السائق قد قتل بالفعل، وقد أطلق الشرطيون الثلاثة حوالى عشرين رصاصة باتجاهه.