تصوير- مازن الضمدي .. كشف الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي بن صالح البراك النقاب على أن هناك مشاريع لتوليد ونقل وتشغيل وصيانة الكهرباء يجري العمل فيها حالياً تبلغ قيمتها 84 مليار ريال تنفذها الشركة السعودية للكهرباء في جميع مناطق المملكة وقال إن شبكة الكهرباء وصلت إلى "5500" مليون مشترك مضيفا إلى أن وصلت بالفعل إلى "13500" قرية وهجرة في جميع مناطق المملكة ولم يتبق الا تجمعات بسيطة سكانية لم تصل اليها الكهرباء تقدمها من خلال التخطيط السليم والاستثمار المناسب بالنسبة للمشاريع. وقال في مؤتمر صحفي شاركت فيه البلاد عقده في جدة أن التحديات التي تواجهها الشركة ليس سهلة قد تواجهها بعض الشركات المماثلة لكن ما تواجه الشركة السعودية للكهرباء خلال السنوات الماضية وبعض السنوات القادمة تحديات كبيرة جداً اذكر منها: أول تحدٍ هو الارتفاع المستمر في الطلب على الطاقة فالارتفاع كبير وبنسب عالية جداً لا تحدث بمثل هذه النسب في معظم دول العالم. وصلت نسبة الارتفاع في العام الماضي إلى 9 بالمائة بل أن بعض المدن والمواقع وصلت إلى 12% كما حدث في مكةالمكرمة وبعض المدن الأخرى والارتفاع مستمر وهذا العام خلال شهر ابريل الماضي خططنا على أساس الزيادة عن ابريل الماضي 9 بالمائة ولكن فوجئنا أن نسبة الزيادة على الطلب في الطاقة وصلت إلى 16 بالمائة - في منطقة مكةالمكرمة مما وضع عبئاً كبيراً على الشركة لانه في هذه المرحلة يكون هناك وحدات في الصيانة استعداداً للصيف الحقيقي الذي يبدأ من شهر اغسطس وسبتمبر بما فيه شهر رمضان - وفي هذه الفترة تقوم الشركة بالاستعدادات الخاصة بالصيانة لهذه الفترة بحيث تدخل خلال الاسابيع القادمة لكي تكون جاهزة خلال شهور الصيف ولكن في هذا العام ارتفع الاجمالي بشكل كبير في شهر فبراير. حجم الاستثمارات وقال المهندس علي البراك الشيء الآخر الذي تواجهه الشركة هو حجم الاستثمارات المطلوبة لمواجهة هذه الزيادة فهناك 84 مليار ريال قيمة مشاريع تحت التنفيذ تتطلب تمويلاً منها "38 مليار" فقط للقطاع الغربي لمنطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة ولتوليد الكهرباء فقط، أضف لذلك حوالي "5" مليارات ريال للنقل ونحن بذلك نتكلم عن مشاريع في التوليد والنقل تتجاوز ال "40" مليار ريال. وأوضح ان التحدي الآخر هو طول فترة تنفيذ مشاريع الكهرباء فمشاريع الكهرباء المحطات الرئيسية التي يعتمد عليها تتطلب وقتاً لا يقل عن ثلاث سنوات الى خمس سنوات على أقل تقدير للعاجل منها في العادة وهو ليس ذا كفاءة عالية يتم تنفيذه خلال ثلاث سنوات ونصف اما المشاريع الكبرى مثل المخطات البخارية والمشاريع التي يعتمد عليها بشكل كبير فهي تستغرق ما بين 4 إلى 5 سنوات. وهذا لا يتناسب احيانا مع المشاريع التي تحتاج إلى الكهرباء وهي لا تأخذ أكثر من سنتين في التنفيذ سواء بنيان مجمع تجاري أو فيلا أو منزل فمحطات الكهرباء تحتاج إلى تصنيع وهندسة وتوليد وتركيب وتشغيل وتتطلب وقتاً طويلاً جداً. والتحدي الآخر هو انشغال مصنعي معدات الكهرباء خلال السنتين الماضيتين وبشكل غير مسبوق في التاريخ - إلى - أن يصل الحال أن يعتذر معظم مصنعي الكهرباء عن الدخول في مناقصات تطرحها الشركة بسبب انشغالهم في اعداد تعمير في انحاء العالم فعدد من يصنعون المعدات الكهربائية عددهم محدود وكمثال اعددنا كراسة مشاريع ودعونا 16 مقاولاً من الداخل والخارج ولم يتقدم سوى مقاولين اثنين. ولم تتردد الشركة في اختيار احدهما لأن الوقت مهم جدا في تأمين الطاقة الكهربائية كما حدث في محطة رابغ. وتأخر التصنيع ايضا بسبب مشاكل عاناها المصنعون خلال السنة الماضية بسبب النمو الذي حصل في بعض الدول مثل الصين سحبت الكثير من الموارد المتاحة من أجل بناء توسعات كبيرة جدا في الصين لمقابلة النمو المتوقع في الصين. محدودية الموارد المالية واشار ايضاً إلى محدودية الموارد المالية في الشركة، ايضا الشركة لديها موارد محدودة من أن تمول هذه المشاريع فهي تمول المشاريع من الاقتراض ومن اصدار الصكوك وجزئية من مساندة الدولة، ففي بعض التدفقات النقدية تساند الدولة في تسديد قيمة الاستهلاك وتأجيل مطالبة الشركة بسداد قيمة الوقود. أما التحدي الآخر: فهو تقادم "وحدات التوليد" ايضا وهذا عبء آخر فلدينا أكثر من عشرين بالمائة من وحدات التوليد انتهى عمرها الافتراضي واصبحت يتم تشغيلها للضرورة لأن هناك ضرورة أن تستمر لكنها لا يعتمد عليها في الحقيقة بشكل كبير وهذه تتطلب استثمارات أخرى من اجل استبدال هذه الوحدات. وقال من مصاعب التمويل "التعرفة" فهي ما زالت متدنية ولا تغطي تكاليف الشركة. كما أن هناك تحدياً آخر وهي المشاكل التي يواجهها المقاولون للشركة فهو ليس مثل مقاول الجهات الأخرى فمشكلة مشاريع الكهرباء انها يجب أن تتم في الوقت المحدد حتى لا يكون هناك نقص في الطاقة ولكن المشاريع الاخرى مثل الطرق وغيرها يمكن ان تنتظر لعدة شهور بعد الموعد المتفق عليه، وهذا ما حصل في المشاكل التي واجهها بعض المقاولين في الكهرباء في مشاريع الشعيبة، وفي محطة رابغ التي كانت تؤمل الشركة في ان تدخل الخدمة قبل حلول شهر رمضان المبارك. ماذا عملت الشركة وتحدث المهندس علي البراك عن ماذا عملت الشركة لمواجهة كل هذه التحديات؟ في عام 2006م اصبحت الصورة واضحة للشركة والنمو اين هو متجه وحجم الطلب على الطاقة للسنوات القادمة وبالتالي اعدت الشركة خطة بالتفصيل تغطي حتى عام 2018م وحددت فيها المشاريع المطلوبة وموقع المشروع وحجم المشروع وتاريخ بداية تنفيذه وتاريخ دخوله الخدمة. وعندما نستعرض ماذا نفذت الشركة من هذه الخطة فهي بلا شك حصلت الشركة على مساندة من الدولة مثل ما ذكرت ان الدولة تسدد قيمة الاستهلاك المتخلف في السابق (المتراكم والجديد) ايضا نأمل ان شاء الله ان يسدد وانطلقت الشركة بترسية مشاريع اعتبارا من عام 2007م. وهي مشاريع توليد ومشاريع نقل ومشاريع لربط المناطق مع بعضها. كما انها شجعت القطاع الخاص ايضا على المشاركة في مشاريع التوليد ودخلت كشريك من اجل تشجيعهم كمستثمر وايضا كمشتر لكامل انتاج المشاريع (سواء مشاريع الماء والكهرباء او مشاريع الكهرباء فقط بمشاركة القطاع الخاص. دعم مشاريع مكةالمكرمة واضاف: الآن لدينا (13500) ميجاوات تحت التنفيذ ستدخل الخدمة خلال الثلاث سنوات القادمة في اعوام 2009-2010 - 2011م وجزء من عام2012م على مستوى المملكة، جزء من هذه التوسعة يبلغ (600) ميجاوات لمنطقة مكةالمكرمة لتعزيز القدرة ما بين مشاريع الشركة ومشاريع القطاع الخاص وهذه الكمية ستضيف حوالى 50 بالمائة من القدرة لامكانية التوليد الذي يبلغ الآن (6000) ميجاوات وهي حوالى 50% اضافية لما هو متوفر حاليا المشاريع التي ذكرناها معظمها سيدخل الخدمة خلال اعوام 2009-2010-2011م تبلغ تكاليف المشاريع للمملكة الان حوالى 84 مليار ريال تحت التنفيذ في التوليد وفي النقل والتوزيع وهي مشاريع الشركة فقط دون حساب مشاريع القطاع الخاص. الان تقوم الشركة بتنفيذ الالاف من الكيلومترات لربط القطاع الغربي مع القطاع الاوسط والقطاع الغربي مع القطاع الجنوبي ومع نهاية عام 2010م سيصبح لدينا شبكة مترابطة تربط من جازان وعسير والباحة ومنطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة والقصيم وحائل والرياض اضافة الى المنطقة الشرقية ستصبح بعد ذلك تغطي ما يقارب من 95% من المستهلكين من شبكة مترابطة وهذا سيكون داعماً قوياً جدا لو توفر الربط اليوم لما حصل عندنا اي نقص في الطاقة لان الطاقة اليوم متوفرة في الوسطى وبالامكان نقلها الى (النظام الغربي) دونما اي مساس بالمستهلكين ونأمل قبل نهاية عام 2010م ان شاء الله ان تكون كل هذه المشاريع تمت حسب البرنامج الموضوع لها، والمقاولون يعملون الآن جاهدين ولاول مرة في تاريخ المملكة سيصبح هذا الربط يعمل ويسمح بتبادل الطاقة ما بين مناطق المملكة. ومن جانب آخر الشركة ورثت انظمة قديمة ومستهلكة في معظم مناطق المملكة واستمرت خلال السنوات الست الاولى من دمجها حوالى 70 مليار ريال لتعزيز وتقوية هذه الشبكات ولزيادة عدد المشتركين من (3600) مليون الى (5500)مليون مشترك حوالى مليوني مشترك وصلتهم الخدمة خلال السبع سنوات الماضية منذ بدأت الشركة في بداية 1420ه هناك حوالى (5000) قرية وهجرة شملتها الكهرباء ليصبح عدد القرى والهجر التي غطتها الشركة الآن11500 قرية وهجرة في مواقع المملكة المختلفة وهي تمثل اكثر من 99 بالمائة من القرى والهجر ولم يبق لدينا سوى قرى محدودة جدا ثم نبدأ بتجمعات سكانية منتشرة وهذه القرى سيتم وضع خطة مقبلة لها بإذن الله تعالى وقد استثمرت الشركة ايضا لمجابهة الزيادة في الطلب وحينما بدأت الشركة كانت الاحمال 21000ميجاوات عام 2008 م وصلت الاحمال الى 38000 ميجاوات فهناك 17000 ميجاوات اضيف خلال السنوات الست الماضية اضافة ما سيتم اضافته خلال الثلاث سنوات الماضية وهي 14000 ميجاوات.