مما يعد للأجيال الماضية، تميزها بالريادة الأدبية والتفوق الثقافي والحيوية المعنوية في الحياة الادبية والدينية والحياة العلمية والعملية والسبق العام في الآداب والفنون والعلوم على الرغم من بعض النقد الموجه عليهم، وجل من لا يسهو، الشيء الذي لا يفسد في امره قضية، خاصة وأن جيل الرواد قد اسهموا في الحياة عامة إنتاجاً فاخراً وتراثاً قيمة! فالعمل الريادي لهؤلاء ظل شامخاً على مر الزمن، ولم تزده الأيام إلا قوة ومتانة، ذلك ان أصوله ظلت قوية ومتجذرة في الأعماق. خذ أمثالاً من المثقفين السالفين: أحمد شوقي وحافظ ابراهيم من الشعراء، ومصطفى صادق وطه حسين من الأدباء والإمام محمد عبده ومصطفى عبدالرازق من المفكرين، وسيد درويش وأم كلثوم من المغنيين الفانين! هذه النماذج الأدبية الثقافية والفكرية ذات تأثير على الحياة الأدبية والحركة الثقافية والنشاط الفكري بقوة هائلة وقدرة فائقة حتى لقد جعلت لعالم الثقافة والمثقفين مستوى رفيع وبتدرج جد عال. هذا ومؤشر للتقدم الثقافي في الحياة الأدبية التي ظلت تسير بخطة ثابتة قوية الى ما شاء الله، تاريخاً وسجلاً فاخراً وقيد متين! وإذا كان أولئك الرواد من خارج الإطار إلا أن في جانبنا من الرواد أمثالاً مثل أولئك أمثال محمد حسن عواد ومحمد سرور الصبان ومحمد سعيد العامودي وعزيز ضياء وامين مدني واحمد جمال وأحمد السباعي، هؤلاء من الجيل الذهبي الذين أثروا الحياة الأدبية لدينا بإسهام كبير وعطاء غزير وإنتاج مثمر قدير في الأدبيات والثقافة والعلم والتربية، واقاموا المؤسسات الصحافية الفردية قبل الإعلام الحديث في مملكتنا الغالية لقد كانت الثقافة – على تواضع وسائلها حينذاك – ذات قدرات معنوية وآليات فكرية استطاعت الثبات والرسوخ في العمق التاريخي للثقافة الجديدة في المملكة العربية السعودية وبالذات في الحجاز الأغر الذي انتقلت الثقافة من ربوعه نحو الأمام بتمام واستطاع أعلامها من العطاء والإنماء الرائعين خذ من ذلك: دعونا نمش "لأحمد السباعي" من تاريخنا للعامودي "والعرب في أحقاب التاريخ للمدني" وخواطر مصرحة للعواد إلى جانب "أدب الحجاز" والمعرض لمحمد سرور الصبان الذي كان دوره الريادي في الأول من أدباء وشعراء ومثقفين وصحافيين واعلاميين ممن قدمهم لعالم الأدب والشعر والثقافة والصحافة. لقد كُرّم عديد من روادنا الأدباء والمثقفين تكريماً مادياً وأدبياً سواء عبر جائزة الدولة التقديرية للأدباء أمثال الجاسر والعطار والزمخشري والسباعي تلك الجائزة المتوقعة التي قدمت الجوائز السنية لبعض الأدباء إلا أن التقدير لهم ولأدبهم باقٍ لن يستمر بعد رحيلهم عبر المؤلفات والدراسات التي عنيت ببعضهم دون البعض، ونرى ان الاقبال لهذا التقدير بدأ متأخراً! على أية حال فثم مساحة قدر وتقدير لرواد اخرين سوى من ذكرنا من الرواد البارزين هناك المليباري وابراهيم علاف ومن المعاصرين محمد مشاط ينبغي تناولهم بالذكر والتقدير والتكريم الأمر المعجل لهذا الذكر ولهذا التكريم عبر المجالات من خلال المؤسسات الأدبية والادبية الثقافية فهؤلاء هم من ينبغي تكريمهم الحقيقي لأنهم بقية السلف من التكريم حتى لو رحلت أجسادهم فثمة مجال آخر من مجالات التكريم لهم بشتى الوسائل والأساليب الذكرية والتقديرية فما بالك بمن هو عائش على قيد الحياة في الوقت الراهن كالمشاط وإني أعني ما اقول هذا الشاعر المتألق في أعماله الشعرية كدواوين والصحافية كخماسيات اسبوعية عبر صحيفة المدينة، لهي من أصالة الشعر بعد فقدنا لأمثال احمد سالم باعطب ومحمد حسن فقي وحسن عبدالله القرشي الذين تسلموا راية الشعر العربي الاصيل كابراً عن كابر وشاعراً عن شاعر كعمر بن أبي ربيعة والبهاء زهير والعرجي هؤلاء الشعراء الحجازيون الذين خلدهم تاريخ الشعر العريق وقدموا له اروع الأبيات في افضل القصائد الروائع والاشعار الحلوة والقصيد والشعر الجميل، كل ذلك يمصل لنا الاجيال الذهبية من الرواد والريادة والثقافة والمثقفين والأدباء والأدب والشعراء والشعر أقول ذلك مردداً قول الفرزدق: أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع