الحب بعض الإيمان … وكما أن الطريق إلى الجنة من الإيمان بكل قوى النفس, فإن الطريق إلى الحب من قوة لا تنقص عن الإيمان إلا قليلا ! والخطوة التى تقطع مسافة قصيرة إلى القلب, تقطع مسافة طويلة إلى السماء!. هكذا سطر الأستاذ مصطفى صادق الرافعى كلماته العظيمة تلك فى كتابه الذى يزيد عظمه " السحاب الاحمر", وهكذا حدثنا عن علاقة الإيمان بالحب كما يراها !. والمتأمل منا قليلا فى تلك العلاقة يشعر وكأن الإيمان والحب متلازمتان, العلاقة بينهما كعلاقة الروح بالجسد, علاقة السكن بالسكينة, فالإيمان هو ينبوع الحب المصفى. والدين قد وجد بالأساس ليعزز الحب فى الحياة, ليبنى علاقة سليمه بين الإنسان وربه, وبينه وبين نفسه, ومع الناس, ومع الحياة. فكيف يمكن أن تسقيم العلاقة مع الله دون إستشعار الحب؟ كيف لها أن تكون سليمة وهى تقوم على خوف أومصلحة فقط؟!!! فحيث يكون الدين لابد أن يكون الحب. ولقد قامت الحياة بالحب وبه تسير وتستمر, ونحن البشر بإختلاف أجناسنا وألواننا وأشكالنا… كلنا دون استثناء نحتاج للحب لكى نحيا الحياة, ونسعى طوال الوقت سواء أكان ذلك بالفطرة أم باختيارنا أن نعيش ( حالة من حالات الحب ) كحب أم لأبنائها , حب رجل لامرأة والعكس , حب إنسان لوطنه, . حب الإنسان لربه وذلك هو الحب الأكبر والأشمل الذى ينبع منه كافة أشكال الحب الأخرى لأن الله سبحانه وتعالى هو مصدر الجمال والكمال والإحسان. و"حالة الحب" تلك هى التى تمدنا بكل الطاقات الإيجابية, وتمنحنا الشعور بالسعادة, وتربت على أكتافنا كثيرا فى أوقات الضيق. فكنوزنا مختبئة فى قلوبنا, ولا تسفر عن جوهرها إلا بالحب. وفى ظل ما تكتوى به بلادنا اليوم من جراء تفشى موجة تدين مفرغة من روح الدين ومشبعة بشتى أنواع الكرهيات والتعصبات, موجة يجرى فيها تزوير حقيقة الإيمان, ومسخ جوهر الدين, وتشوية كل ما هو جميل فى الحياة الروحية الأخلاقية التي ينشدها الدين, فكم أمسينا ونحن نطالب بتجديد الخطاب الديني إلى الحاجة للتفكير الديني غير النمطي والتأكيد على ربط الإيمان بالحب للبحث عن آفاق تتخطى الأتباع فى الدراسات الدينية , وفضح ثغرات وأوهام الجماعات التى تطلق على نفسها كلمة "إسلامية" وتشيع ثقافة وتريبة بعيدة كل البعد عن مقاصد الدين و أهدافه الإنسانية, فلسنا بحاجة لمفاهيم ومقولات تشرح معنى الإيمان بقدر حاجتنا لجنى ثمار حقيقة وجود الإيمان في حياتنا. وبمناسبة شهر رمضان الكريم الجميل وأيامه الطيبة… تعالوا بنا أعزائي نفكر فى أهمية وكيفية زيادة أرصدتنا الروحية كما نولى الاهتمام لزيادة أرصدتنا المادية, فكما للحياة وجهها الهش البش… فصعاب وهموم ومآسي الحياة كثيرة أيضا, وتلك الأمور تستنزف قوانا وربما توشك أن تهشمنا أحيانا إن لم يكن لدينا رصيدا روحيا من الإيمان بالحب، فالروحانيون هم من يعبرون النكبات دون انكسار أو ضياع أو جنون… لذا فدعونا نسمح لمزيد من الدفء والسلام بالتسلل لحياتنا. [email protected] Twitter: @Heba_elmolla