هكذا بدأت مفاوضات الكويت تتجه نحو إسدال الستار على مرحلة تقترب من الشهر دون تجاوز اليوم الأول من محاور واجهت الرفض والتسطيح. ثم الهروب العلني من قرارات الأممالمتحدة التي كانت تشكل المربع الأول لمفاوضات بدأت من جنيف.. وانتهت بنفس النتيجة في الكويت. قلت منذ بداية الحوار الأخير أنه لن يكون حلاً..يتجاوز الرئيس السابق علي صالح الذي يمتلك مفاتيح الأزمة لإشعال الحرب. ومخرجات الحلول.. الحوثيون لا يشكلون القضية الأساسية في المشهد القائم.. وذلك نظراً إلى محدودية قدراتهم عدداً وعدة. كما أنهم لا يدركون جيداً حقيقة ما يحاربون من أجله.. ومن الطرف الآخر.. إلاَّ من عقيدة فكرية تقول إنهم يحاربون إسرائيل وأمريكا في تعز.. وغيرها من المناطق. وذلك في خلطة معدات السلاح من مخازن الرئيس "الثعلب" ودعم بالمال والقات.. والمخدرات لتكون جميعها مصادر للحوثيين. ومعهم الجيش الموالي للمخلوع. وبالتالي نجد أنه في عز المفاوضات. وعلى مدى أيام الأفلاس من أي نتائج تذكر. فقد كان هناك مكاسب على الجبهات لكسب الرهان الذي كان قد قطعه علي صالح على نفسه بتدمير شعب قال عنه يوماً إنه لم يكن يدرك مصالح الرئيس. الذي أسقطوه. وأعطى إشارة واضحة بقوله: دمروا كل شيء جميل في اليمن واصفاً اليمنيين بالجهل. وكان ذلك تسجيلاً مسرباً وموثقاً اثناء اجتماعه في بداية الأزمة مع عدد من قادة الجيش التابع له. ومن ثم لم يكن الوقت الذي استغرقه حوار الكويت أكثر من إعادة ترتيب أوراق الحرب التي يقودها "ثعلب" صنعاء الذي يمتلك خبرة عسكرية طويلة..ومراوغات سياسية لأكثر من 32 عاماً. أضافة إلى تربية رصيد كبير من عناصر الولاءات الغبية. لتكون بمثابة دروع عسكرية وقبلية مدفوعة الثمن منذ زمن بعيد. وذلك في استعداد مسبق لمثل هذه المرحلة وتحديات التغيير. وقد نجح في ذلك أمام تراكمات تشمل تحدياته للمنظمة الدولية التي يصفها بين الحين والآخر بأنها تصدر قرارات لا تعنيه. لكنه تأثر لبعض الوقت نتيجة فرض الحظر على أمواله. رغم أنه كان قد وزعها باسماء متعددة من أقاربه. خاصة تلك التي في عدد من الدول الأوروبية. وعمل على تعويضها من البنك المركزي الذي سيطر عليه للإنفاق على الحرب حتى وصل رصيد البنك اليوم إلى 100 مليون دولار وهو ما أدى إلى طبع العملة اليمنية دون غطاء..الأمر الذي يشكل كارثة اقتصادية كبرى. ولأن علي صالح هو الذي كان يفاوض في الكويت من تحت الطاولة ب(التلقين) المسبق لكل أعضاء الوفد الذي يمثله هو والحوثي. وإن كان الأخير خارج المحاور. ولا يمتلك مصدر التوجيه من غير المخلوع. ما يعني أن الجميع يمثلون الرئيس علي صالح ولا يمتلكون أي شيء. وهنا أجد أن المشهد يحتاج إلى وسيلة مختلفة للأمم المتحدة. وهي أن يتم استدعاء رأس الأفعى.. ومالك مفاتيح الحرب وفرض الحلول..على أن يعطى السماح من الأممالمتحدة لحضور الحوار. ووضعه أمام خيارات المصير. مع حضور الرئيس الشرعي أيضاً عبد ربه منصور هادي.. وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة. ومن يمثلون دول التحالف العربي. وعند ذلك اعتقد أنه يمكن إنهاء الأزمة اليمنية في جلسة واحدة. على ضوء قرارات مجلس الأمن بما في ذلك تلك التي تخص الرئيس المخلوع الذي يريد فقط أن يكون في الصورة لقضية أخذ على عاتقه استمرار نيرانها مشتعلة في أجساد اليمنيين من دونه. ولو طال الزمن!!. [email protected] Twitter:@NasserAL_Seheri