لا شيء يمكن أن يحدث في الكويت لصالح انهاء الوضع في القضية اليمنية التي تتراوح على طاولة حوارات مجتمعة أو منفردة الأطراف. وذلك لعدة أسباب مدعومة بمؤتمرات الأخطاء التي كانت قد حصلت في السابق على مراحل فرضت واقعاً أكثر خطورة وتعقيداً. ومن ابرزها اعطاء فرصة العودة للرئيس السابق علي صالح ليعود إلى صنعاء حراً بكل أمواله. وهي التي منحته استغلال النوايا والتخطيط من أجل الانتقام من شعب وصفه بانه لا يستحق الحياة لأنه لا يحترم مصالح الرئيس!! ثم عمل على استدعاء من كان يحاربهم ويصفهم "بالكهنوت" واعداء الأمة والوطن. وجماعات التخلف والجهل، ليستخدمهم أداة من أهم أدوات الانتقام. ويقاسمهم الانفاق على من كانوا يحرسون بقاء سلطته لأكثر من 32 عاماً. ويأتي الخطأ الثاني من الأممالمتحدة التي كان يمثلها المدعو جمال بن عمر. والذي مارس دوراً قذراً في التعامل مع الأزمة اليمنية. وقام بجولات مكوكية ما بين صنعاء من منزل علي صالح وصعدة ضيفاً متكرراً في منزل عبدالملك الحوثي الذي كان يصف الأخير وجماعته بالكرم والبساطة، وجودة المأكولات الشعبية التي كانوا يقدمونها له على "السفرة الأرضية"!! ثم مهد لهم الطريق إلى صنعاء ويحتفل بهم على الطاولة الرئاسية!! هكذا فعل ابن عمر الذي كان يتعايش بكل سلبية مع تطور المشهد الذي بدأ بالغزو الحوثي إلى عمران وصولاً إلى اعتقال الرئيس والوزراء. ليسدل الستار على المؤامرة التي قادها وتطمين على تثبيت أركانها. ويغادر اليمن بلا عودة. وليضع الأممالمتحدة أمام أرث أكثر صعوبة أمام ولد الشيخ الذي واجه انفراط العقد أمام مفاتيح الحلول. ويعد انطلاق السلاح على كل المحافظات وذلك من مخزون علي صالح وما كان مخزوناً لدى الحوثيين من إيران. من أجل فرض واقع الانقلاب الذي دعمته مهمة بن عمر الذي لم يكن في الأصل ينتمي إلى الأممالمتحدة كواحد من منسوبيها.. ولكنه تابع لمؤسسة "كارتر" التجارية التي يملكها الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر للسلام والمتعاقدة مع المنظمة الدولية وهي مؤسسة ربحية. اليوم. نحن نشهد حالات المد والجزر في مفاوضات الكويت دون أية نتيجة تذكر. فانه من الطبيعي ان تصل النهاية غداً أو بعده من الأيام القادمة فشلاً لا مناص منه. وذلك لأن الاطراف خارج الشرعية يمتلكون القرار من منطلقات السيطرة على الحكم في صنعاء.. والبنك المركزي والمقرات الرئيسية للوزارات.. ومطار العاصمة. وتواجد قوة مؤلمة في عدد من المحافظات. تعمل على تصعيد الحرب.. ولا يؤمن قادتها الكبار بوقف اطلاق النار. بقدر ما يريد علي صالح والحوثي ومستشاروهم في ايران وجنوب لبنان بأن القوة هي التي تفرض الحلول لصالح الانقلاب. بل ان مطالبهم من خلال وفدهم في الكويت تنحصر في المطالبة بتوقف الغارات الجوية لإعطاء فرصة بسط السيطرة على كافة المدن اليمنية. وتشكيل مجلس رئاسي يعمل على مصادرة الشرعية وفرض مشروع الانقلاب. وهذا يعني ايضا العودة إلى ما بعد سقوط علي صالح الذي سوف يكسب المرحلة القادمة في حال تحقيق هذه المطالب التي تعطيه فرصة جديدة لإعادة ترتيب أوراق الملف اليمني بالشكل الذي يريد. وصولاً إلى انتخابات بعيدة هو أو ابنه إلى القصر الرئاسي. خاصة أن الزعيم السابق والمتعارف عليه "بالثعلب" قد وجه وفده للمطالبة برفع الحظر عن أمواله!! وبالتالي وباختصار لن يكون أمام طاولات الكويت سوى الوصول إلى .. ولا شيء!!. [email protected] Twitter:@NasserAL_Seheri