افتتح أمين منطقة المدينةالمنورة معالي الدكتور خالد طاهر أمس الأول فعاليات "الحي التراثي" بحديقة الملك فهد المركزية، تحت حضور لافت من الزوار، ومن المتوقع أن تجذب الفعاليات خلال الآيام المقبلة عشرات الآلاف من داخل المملكة وخارجها. وتستمر فعاليات المدينةالمنورة التراثية "طيبة وأهلها"، بعروضها المتنوعة، وتستهدف جميع فئات الأسرة حتى ال 19 من مارس الجاري، بمزيد من المفاجآت التي تقع ضمن إطار "السياحة التراثية والترفيهية". ووفقاً لحسابات الفعاليات على مواقع التواصل الاجتماعي "توتير، سناب شات، انستغرام"، فإن عدد الزوار في اليوم بلغ ما يقرب من 7 آلاف زائر. فيما أكد الدكتور خالد طاهر على هامش افتتاح الفعاليات، بأن رؤية أمير منطقة المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، كانت خلف نجاح هذه المبادرة، التي تحولت إلى مفهوم حقيقي، جمع بين الاستدامة التراثية والاقتصادية. وأشار معالية بأن "الحي التراثي"، نجح في أمر وصفه ب"المهم والحيوي"، يتمثل في تعزيز "الصورة الذهنية"، للعراقة التراثية والعمرانية التي امتازت بها طيبة الطيبة، خلال العقود الماضية، وهي الخلفية التاريخية التي تستند لها الفعاليات. وتجول أمين منطقة المدينةالمنورة، بين زوايا "الفعاليات التراثية"، مبدياً إعجابه بالبرامج الجديدة التي أضيفت على مستوى الحدث، مؤكداً في الوقت نفسه خلال حديثه مع وسائل الإعلام، بأن "الحي التراثي" سيشهد المزيد من التحولات التطويرية الهمة، بهدف توسيع مشهده الاستثماري، كبناء فندق تراثي، وبناء المزيد من الأحواش المدينية التي سادت خلال القرن العاشر، عندما اضطرت إلى الامتداد خارج السور وظهرت الحاجة إلى نظام عمراني يوفر الحماية للسكان. وعلى مستوى التنمية البشرية الاقتصادية للحي التراثي، أوضح الدكتور خالد طاهر، بأن نموذج سوق "شارع العينية"، وهو من أشهر الشوارع التجارية، والذي كان يؤدي مباشرة للمسجد النبوي الشريف، وفر المزيد من فرص العمل للشباب السعوديين من الجنسين، قائلاً :" تلك هي المعادلة الفريدة التي نسعى لتطبيقها من خلال نموذج الحي التراثي". ووصف أمين منطقة المدينةالمنورة، الفعاليات التراثية بأنها "مسرح مفتوح للثقافة والفنون"، وقال :" إن الحي استطاع إحياء جانب مهم يتمثل في إحياء وتشجيع الحرف والأشغال اليدوية". وبين أن الفعاليات المقامة في "الحي التراثي النموذجي"، هي تأصيل للهوية العمرانية والثقافية للمدينة المنورة"، ومحافظة على تراثها العتيق من الاندثار، وبخاصة بعد اختيارها من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، كعاصمة للثقافة الإسلامية في 2013. وتتضمن فعاليات "طيبة وأهلها"، ستة أهداف رئيسية على المستوى الاستراتيجي، من بينها تكوين حركة ثقافية تخدم الرؤية التنموية لمنطقة المدينةالمنورة، إضافة إلى تحفيز الأنشطة السياحية والترفيهية لسكان المنطقة وزوارها، فيما الهدف الثالث يتمثل في تعريف المجتمع والجيل الجديد من الشباب على وجه الخصوص بالثروة التاريخية والتراثية للمنطقة، وهو ما يعول عليه القائمون كثيراً من خلال "إحياء التراث" الذي يمثل مزيجاً بين الأصالة وحراك الحاضر.