انها الكلمة المحزنة، والعبارة الجزلة في حق الصديق الكاتب القصصي الروائي الاخ يحيى عبود بن يحيى الذي رحل عن احبابه وصحبه والعيون لفراقه تدمع والقلوب تولول من هول الفراق والبعد الشاق انها كلمة الوداع التي يشق عليها السماع عن فراق هذا الاديب الاريب والكاتب البارع خلال عقود زمنية وسنين طويلة كان خلالها يبدع قولاً وادباً ممزوجين بدماثة الخلق واكرام الضيف من الاخوة ذوي القربى والقاضي والداني، ويتخلل ذلك الحيوية بالحديث والطيب باللسان والرؤية بالحدس حيث انه كتب العشرات من المقالات والعديد من القصص والاقاصيص القصيرة كان ينشرها في صحف البلاد والرياض والمدينة وملحقها الاربعاء وعكاظ والندوة وسواها من الصحف العربية المجاورة. إن يحيى عبود اديب قصصي مفتن في كتابة القصة والرواية، في حين كلماته المقالية تعكس ذلك الكاتب العادي على الرغم من كثرتها، وكم كان يدور بيننا من محاورات ومقابلات وكنت اجهر له بانك يا يحيى اديب قصصي فتان مبدع اما يحيى الكاتب فله شأن آخر! وكان يدرك ما اقول حتى قبل من اكثر من سنة على وفاته رحمه الله إذ انا افتح بهب باباً جديداً من النشر القصصي قائلا له اجمع من مئات قصصك كتابا يحتوي (المجموعة القصصية) والتي ظهرت بعنوان "الخروجد من دائرة الضوء" صادر عن دار الحرف العربي اللبنانية بعد ذلك الطلب الادبي مني وبتشجيع الاخرين عمر ابو زيد ومحمد عمر باخشب وصدر الكتاب في الشتاء الماضي وزع منه ما وزع وهو منشور في 240 صفحة متوسطة وقد افتن فيها يحيى عبود بالرؤى الفنية والاسلوب الحواري المشترك هي دراما روائية جميلة التناول وحبكة فيها عذوبة فهو يمتلك قضية كتابة القصة القصيرة وهو كذلك ادبي الكتابة وفني التناول فيها بالاسم (اسم القصة وفعلها وحروفها يشكل ذلك كله الجملة القصصية ذات الروعة المعنوية لعبارات القصة وسياقها الادبي ذي الرونق الحرفي الجميل اذن فيحى مبدع في القصة والرواية وجيد في الكتابة الفنية والانتاج الادبي العام لكنه تخصص في القصة القصيرة كعشق الكيلاني وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ من المحدثين، كما قرأ البخلاء للجاحظ والكشكول للعاملي، وجواهر الادب لاحمد الهاشمي وقصص مصطفى لطفي المنفلوطي وسواهم وكان يمشي في القصة على منوالهم يستأنف بهم في المسيرة الثقافية والعمل القصصي والانتاج الادبي ومع ذلك لم يكن بمنحى من بعض الحسد.