رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، أمس الأول ندوة التنمية البشرية في عهد الملك سعود – رحمه الله – ، وذلك بمقر مركز صالح بن صالح الثقافي التابع للجمعية الصالحية بمحافظة عنيزة. وبدأت الندوة التي يديرها الدكتور يوسف بن أحمد الرميح ، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد الحضور عرضاً مرئياً عن تاريخ الملك سعود – رحمه الله – منذ ولادته وحتى توليه الحكم ، واستعراضاً لما جرى في عهده من اهتمامه بالتعليم ، وإنشاء أولى الجامعات ، وأولى البعثات ، وتأسيس الرئاسة العامة لتعليم البنات. بعدها تناول عضو الجمعية السعودية للدراسات الأثرية والمحاضر في جامعة القصيم الدكتور مخلد حريص المطيري، في ورقته موضوع إنابة الملك المؤسس رحمه الله الملك سعود بالحج عنه ، وتولي أمور الحجيج آنذاك ، عام 1350 هجري ، حيث استمرت رحلته – رحمه الله – للحج أربعة شهر ، استقبل من خلالها الكثير من الوفود الرسمية والخيرية من ضمنهم سفير الولاياتالمتحدة ، واستقباله طلاب مدرسة اليتامى بمكة المكرمة، وأمر بترجمة الإرشادات الصحية بعدة لغات وتوزيعها على الحجاج ، وإنشاء مستشفى النساء والولادة بمكة المكرمة، وافتتاح مستشفى الملك عبدالعزيز في الزاهر بمكة المكرمة ، وأمره بإضاءة الحرم الشريف وتهويته ورصفه ، وإنشاء عدة مستوصفات في منى . عقب ذلك أشار الدكتور أحمد بن عبدالعزيز البسام في ورقته التي جاءت بعنوان التعليم في عهد الملك سعود ، إلى أنه افتتح في عهده مدرستين في عام 1356 للهجرة في بريدةوعنيزة ، ثم افتتح بالرياض وباقي عموم مناطق المملكة عام 1359 للهجرة ، مؤكداً حرصه بالتواصل الدائم مع المسؤولين في التعليم ، واهتمامه برفع مستوى التعليم ، وتذكيره بأن القصد في تعليم الناس هو رقي للبلاد والمواطن ، منوهاً بحرصه – رحمه الله – في تكريم ودعم المعلمين البارزين في مجال التعليم والدعوة إلى الله. وعدد الدكتور البسام بعضاً من الإنجازات والتطورات التعليمية التي جرت في عهده منها إنشاء وزارة خاصة بالتعليم باسم وزارة المعارف ، وتعيين الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – وزيراً لها ، وإنشاء رئاسة لتعليم للبنات عام 1379للهجرة ، وفتح مدارس للبنات ، وتشكيل هيئة في تنظيم هذه المدارس ومراقبتها ، وإنشاء خمسة معاهد علمية ، وأمره بإنشاء مدارس لتحفيظ القرآن ، وتخصيص جائزة نقدية بمبلغ ألفي ريال لمن يحفظ القرآن الكريم ، وإنشاء عدد كبير من الكليات الشرعية ، وإصداره الأمر الملكي بإنشاء أول جامعة في المملكة تسمى جامعة الملك سعود ، وإنشاء جامعة إسلامية في المدينةالمنورة عام 1380للهجرة ، وتخصيص ميزانية لها بمبلغ ثلاثة ملايين ريال ، حيث بدأت الدراسة فيها عام 1381 للهجرة ، واهتمامه أيضاً وحرصه على تعليم الكبار والمكفوفين ، والتعليم الفني والصناعي. إثر ذلك قدم الدكتور خليفة بن عبدالرحمن المسعود في ورقته موضوع السياسة الخارجية للملك سعود – رحمه الله – الذي استخدم كل مايملك للدفاع عن مملكته وأبناء وطنه . بعدها قدم سمو أمير منطقة القصيم شكره على دعوته للمشاركة في هذه الندوة ، منوهاً سموه بالصفات الخيرة التي كان يتمتع بها الملك سعود – رحمه الله – وحسن العلاقات الاجتماعية والأسرية ، حيث أنه قدوة طيبة وصاحب شخصية طيبة ، يحب دينه ووطنه وشعبه. وأوضح سموه أنه من صفاته الدقة والتنظيم في حياته اليومية ، وتوقيره للكبير ورحمته بالصغير ، كاشفاً أنه مضرب المثل في ذلك ، وأنه قوي للحق ليناً للمظلوم متصلباً على الظالم. وأكد سموه رغبة الملك سعود بالجلوس مع العلماء واللقاء بهم ، وحرصه على الأخذ بنصيحتهم ، وعنايته بهم ، والمواظبة على حضور مجالسهم ، واستشارتهم في كثير من المهام والأمور ، وحرصه على زيارة علماء المملكة في منازلهم ، مشيراً إلى حرصه على النهضة الصحية وافتتاحه عام1370للهجرة المستشفى العام بمحافظة عنيزة. ثم فتح المجال لمداخلات الحضور ومشاركتهم في الندوة الذين اتفقوا على ضرورة نشر تاريخ الملك سعود – رحمه الله – لدى النشء ، وتسليط الضوء على جهوده. وفي ختام الندوة سلم أمير منطقة القصيم الدروع التذكارية للمشاركين بالندوة، كما تسلم سموه درعاً تذكارياً من الجمعية الصالحية الخيرية بهذه المناسبة. وأشاد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم في تصريح صحفي عقب الندوة بما تقوم به دارة الملك عبدالعزيز من توثيق تاريخ ملوك هذه البلاد المباركة ، وحرص حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في هذا المجال . وأفاد سموه أن التوجيهات السديدة والمستمرة من خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز لتوثيق وحفظ تاريخ ملوك المملكة العربية السعودية ، وتشجيع إقامة الندوات العلمية ، مشيراً إلى أن ذلك له بالغ الأثر الكبير في إبراز مآثر قيادات هذه البلاد ، وتشجيع الباحثين والمؤرخين لمزيد من البحث والتوثيق الدقيق لكل مايخدم تاريخ هذه البلاد ، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – ، الذي وصفه بعميد المؤرخين ، حيث أنه عاشق للتاريخ ، ومؤرخ بطبيعته الشخصية ، سائلاً الله أن يمد في عمره ، وأن يبقيه ذخراً للإسلام والمسلمين. حضر الندوة وكيل إمارة القصيم عبدالعزيز بن عبدالله الحميدان ، ومحافظ عنيزة المكلف إبراهيم البريكان.