استنفرت تجربة فرضية لحريق وهمي بإحدى السفن بالبحر الأحمر داخل المياه الإقليمية السعودية بساحل جدة، صباح امس مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ لمحور البحر الأحمر وخليج العقبة JMRCC بحرس الحدود، وعدة جهات أخرى، بينها طيران الأمن والدفاع المدني والهلال الأحمر والجمارك وميناء جدة الإسلامي والمباحث العامة والأدلة الجنائية بشرطة جدة، وكشفت عن مدى الجاهزية لمواجهة الطوارئ بتلك الجهات. وقد شاركت 22 جهة، في التجربة الفرضية المتعلقة بالخطة الوطنية لمواجهة الكوارث البحرية بمياه المملكة العربية السعودية، "بحث وإنقاذ (37)". وقال المتحدث الرسمي باسم حرس الحدود سكرتير اللجنة الوطنية الدائمة لمواجهة الكوارث البحرية بمياه المملكة العربية السعودية العقيد البحري الركن ساهر بن محمد الحربي: "جاءت التجربة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية للتطوير المستمر لمهارات واستعدادات رجال الأمن في تنفيذ مهامهم للمحافظة على الأمن والسلامة، وفي إطار تنفيذ مهام المملكة بالاتفاقية الدولية للبحث والإنقاذ البحريين لعام 1979م". وأضاف: "التجربة أجريت في تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح امس الأربعاء، برعاية مدير عام حرس الحدود رئيس اللجنة الوطنية الدائمة لمواجهة الكوارث البحرية بمياه المملكة العربية السعودية اللواء البحري عواد بن عيد البلوي، وبحضور جميع أعضاء اللجنة الدائمة". وأردف: "الهدف كان مراجعة وتقييم وتدريب منسوبي الجهات المشاركة في تنفيذ جميع عناصر الخطة، التي تشمل: (البحث، والإنقاذ، والإخلاء، وإطفاء الحرائق، ومكافحة التلوث، والنقل، وتقديم العون للمتضررين)". وتابع: "تَضَمّنت فرضية التمرين حدوث انفجار ونشوب حريق في سفينة ركاب أثناء دخولها لميناء جدة الإسلامي وعلى متنها (1437) راكباً". ونفّذت التجربة اللجنة الفرعية لمحور البحر الأحمر وخليج العقبة للجنة الوطنية الدائمة لمواجهة الكوارث البحرية بمياه المملكة العربية السعودية من مقرها في جدة صباح أمس، بحضور مدير عام حرس الحدود اللواء بحري عواد بن عيد البلوي، ومدير عام طيران الأمن بوزارة الداخلية اللواء محمد الحربي، وتم تنفيذ التجربة الفرضية على عبارة الدهب، والتي تحمل العلم السوداني. وتضمّن سيناريو الفرضية حدوث انفجار في غرفة المحركات ونشوب حريق في خزان الوقود رقم 2 وكذلك تسرب كميات من الوقود في الجانب الأيمن لسفينة الركاب "دهب" أثناء قدومها من إحدى الدول العربية باتجاه ميناء جدة الإسلامي، وعلى متنها 1437 راكباً بما فيهم طاقم السفينة، وقد تسبب الحريق في تعطل محركاتها فرضياً، الأمر الذي أدى إلى فقدان السيطرة عليها وجنوحها بعد الارتطام بالشعب. ووفقاً للفرضية فقد نجم عن الحادث تعطل المحركات بسبب الانفجار، وفقدان السيطرة، واشتعال النيران في خزان الوقود، وعدم إمكانية السيطرة عليه من قبل الطاقم، وحدوث ثقوب بأحجام مختلفة، وتسرب كميات من وقود السفينة نتيجة الارتطام، وحدوث إصابات متنوعة نتيجة مشاركة بعض أفراد الطاقم لمحاولة السيطرة على الحريق، مما أدى إلى حدوث فوضى وهلع وتدافع لدى بعض الركاب الموجودين على ظهر السفينة. ونجح مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ لمحور البحر الأحمر وخليج العقبة JMRCC بحرس الحدود بإدارة الكارثة وتنسيق الجهود لكل الجهات الحكومية المشاركة في الخطة، باستخدام كل الإمكانيات والتقنيات والمعدات لمباشرة الكارثة وتمرير البلاغات والإشعارات اللازمة للمراكز الدولية والمحطات الساحلية وأبراج المراقبة بالموانئ السعوديةويهدف التمرين إلى الوقوف ميدانياً على مدى استعداد وجاهزية الجهات المعنية بعمليات البحث والإنقاذ في الخطة الوطنية لمواجهة الكوارث البحرية، والتأكد من مدى قدرتها الفعلية على مواجهة الحوادث والكوارث البحرية التي قد تحدث -لا قدر الله- ورفع درجة ومستوى التنسيق الميداني بين الجهات المشاركة بما يخدم تحقيق أفضل النتائج، وكشف قدرات المشاركين على تنفيذ مهام البحث والإنقاذ والإطفاء ومكافحة التلوث البحري وعمليات الفرز والإخلاء الطبي وتقييم النتائج وتحديد السلبيات؛ بغرض تطوير الخطة ومعرفة نواحي القصور في الإمكانات المادية والبشرية المتاحة للعمل على توفيرها مستقبلاً، وتدريب منسوبي الجهات المشاركة على مواجهة الحوادث البحرية المختلفة، ومعرفة كيفية التعامل معها في حالة وقوعها لا قدر الله. وشارك طيران الأمن بوزارة الداخلية في نقل مصابين ومتوفين افتراضاً من ظهر السفينة، فيما شارك الدفاع المدني والهلال الأحمر والجمارك وميناء جدة الإسلامي والمباحث العامة والأدلة الجنائية بشرطة جدة.