بينما انا اتجول بين ممرات معرض الكتاب الذي اقيم في مدينة جدة قبل عدة اسابيع فإذا بي ارى صورته تتصدر احد دور النشر بابتسامة تملا المكان عطرا ونورا. تذكرت طلته الجميلة في برنامجه المعروف في التلفزيون في الزمن الجميل. كان برنامجه ممتعا متميزا خفيفا ظريفا لطيفا من برامج السهل الممتنع . كان مدرسة لوحده مدرسة في العلم والافتاء تميز بالبساطة وخفة الظل . ولم يكن هذا الشيخ متميزا في العلم الشرعي والفقه والافتاء بحسب بل كان بحرا من العلوم الثقافية واللغوية والفنون ولم يكن يتقن اللغة العربية فقط مثل معظم علماء الفقه والشريعة بل كان على علم باللغة الفرنسية. وبالرغم من ان برنامجه كان خاصا بالإفتاء لكن كان البرنامج يشد انتباه الصغار والشباب قبل الكبار والنساء قبل الرجال بل ان هذا العالم الجليل كان يزرع الابتسامة على اوجه المشاهدين بخفة ظله وكانهم يشاهدون ويستمعون لاحد برامج الكوميديا . لقد كان هذا الشيخ مدرسا في معظم مراحل التدريس حتى وصل للمراحل الجامعية . وغزا هذا الجبل كل وسائل وقنوات الاعلام وقنوات التواصل في عصره من صحف وكتب واذاعة وتلفزيون. لقد نشا وتتلمذ على علم هذا الرجل جيل من الناس في المملكة العربية السعودية ولاتزال ابتسامته وبلاغته وسمته حاضرة في ذاكرة شريحة واسعة من المجتمع السعودي ولاتزال اصداء كلماته واحاديثه وبرامجه ومواعظه قابعة في زوايا معظم البيوت . فهل عرفتموه انه الشيخ الفاضل علي الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة ورفع منزلته واسكنه الفردوس الاعلى قولو معي امين . ولنا رجاء من وزارة الاعلام والقائمين عليها ان يعيدو بث برامج الشيخ (نور وهداية وعلى مائدة الافطار) او ان يتم اعادة انتاجها ومن ثم يتم بيعها ليتمكن الناس من الاستفادة من ارث هذا الرجل وعلمه. 3903 جدة – 22246 – 6624