عندما تطلع على كثير من التغريدات في تويتر وترى طرق الحوار والتغريدات التويترية بين المغردين ينتابك شعور بالألم والاستغراب في آن واحد. الألم بسبب السباب والشتائم بين معظم المغردين وتظن للوهلة الأولى أنهم يتعاركون أو يتهاوشون باللهجة العامية وليس يتحاورون فضلًا أن يغردون فالتغريدات لغة العصافير والطيور وهي لغة رقيقة ولطيفة للحوار وليست لغة أسود أو نمور أو حتى قطط بل ان شعار تويتر هو عصفور جميل صغير يرمز الى الرقة واللين والجمال بينما ما نشاهده فعلًا في ساحات تويتر ليس كذلك على الاطلاق بل يمكن أن نطلق عليه تهديدات أو صرخات. والشعور الآخر هو الاستغراب والاندهاش لأن هؤلاء المغردين أو المتحاورين من بلد واحد ودين واحد وربما من مدينة واحدة وحي واحد ولغة واحدة وتجمعهم قواسم مشتركة كثيرة فلماذا اذن هذه اللغة الحادة والغليظة. وأمر آخر يثير الاستغراب أننا تعلمنا منذ الصغر وفي جميع مراحل تعليمنا دروسًا كثيرة في الأخلاق والادب والسلوك وحسن والتعامل ولانراها تنعكس على لغة المغردين في تويتر. لقد اوصى ربنا سبحانه وتعالى نبينا موسى عليه السلام في حواره مع فرعون ان يقول له قولًا لينًا ولم يكن فرعون صديق أو أخ أو قريب لموسى عليه السلام بل لم يكن يدين نفس الدين وإنما كان احد الطغاة المتجبرين ووصل الى حد ادعاء الألوهية وكان يهدد موسى وقومه بالقتل والإبادة . ولا أظن أن أحدًا من المغردين يمكن أن يصل لمستوى فرعون في الطغيان والتكبر والاستعلاء وادعاء الألوهية والتهديد بالقتل والابادة . إذن فإذا كان فرعون يخاطب باللين لعله يتذكر أو يخشى فمن باب أولى أن أي شخص آخر يستحق لينًا أكثر وادبا واحتراما وتقديرا وليس غلظة أو حدة أو تهديدًا. ياسادة إنكم من بلد واحد ويجمعكم دين واحد ولغة واحدة وفوق ذلك كله هناك مبادئ وقيم وأخلاق يحثنا عليها ديننا وقرآننا وسنة نبينا. هذه دعوة لأن تكون حواراتنا تغريدات هادئة ورقيقة وليست شتائم وخصومة وقبل أن تكتب أي كلمة فيها سباب أو شتائم أو حتى هجوم حاد وقاسي للطرف الآخر تذكر القواسم المشتركة بينك وبينه فإن لم تجد شيئاً فادفع بالتي هي أحسن وأفضل وأجمل حتى تكسب الطرف الآخر ونحافظ على وحدتنا وأخوتنا وصداقاتنا وروابطنا حتى ولو اختلفنا في الآراء فهي تغريدات وليست تهديدات. 3903 جدة 22246 – 6624