المفروض أن توزع مسؤوليات الموظفين بشكل عادل .. متساوٍ في ثوابه وعقابه .. إلا أن المدير يتحمل الأخطاء .. والموظفون لا ذنب لهم .. هم ضحايا .. وغلابا .. وأبرياء .. هذا الشعور يجعل المدير مضطراً إلى إسعاد موظفيه .. وبذل كل الإمكانات للتكفير عن شعوره الذي وضع نفسه فيه .. فهو لا يدفع رواتب وبدلات وخلافه فقط .. بل يدفع نفقة المتعة كذلك .. بعد هذا الشعور الذي أصاب المديرين .. أو بعضهم .. بدأوا في مناقشة أوضاعهم من خلال ورشة عمل .. أثبتت أنهم أو معظمهم يتمتعون بعاطفة إنسانية ملموسة .. فقرروا أن يقوموا بعلاج شركاتهم .. ورد اعتبارهم .. عن طريق اتحادهم في اتخاذ قرارات لإحباط الموظفين .. والنيل من بعضهم .. ليكونوا قدوة لزملائهم .. فوضعوا خطة مدروسة .. على أن تُعرض النتائج في جلسة قادمة .. ويؤخذ الملائم منها.. ومدى نجاحها .. وكيفية الاستفادة منها .. فكانت قراراتهم بأنه على المدير أن لا يكترث كثيراً لما ينجزه الموظف .. وعليه أن يقارن ما حققه الموظف بما هو أفضل منه .. ليشعر الموظف أنه لم يعط شيئاً يذكر .. وأنه لابد للمدير أن يذكر الحظ .. وأن الشك مناطاً بما أنجزه الموظف .. وحتى لوكان هناك نجاحاً يُذْكَر فإن أسبابه إدارية بحتة معروفة .. وأن الموظف لم يحقق نجاحاً بعمله .. ولابد أن يرتدي المدير قبعة تُظهِر الصدمة بحجم كبير .. أمام الأخطاء البسيطة .. وتذكير الموظف بفشله السابق .. وبعدم قبوله للأخطاء مرة أخرى.. واتفقوا على أن يشرح المدير موضوعية الإدارة .. ونزاهتها .. وعدلها .. ونظرتها لتصحيح مسار الخطأ.. لجعل الموظف دائم الشعور بالذنب.. وتأنيب الضمير .. وعليه أن يحاول بقدر الإمكانات المتاحة .. أن لا يُشَعِر الموظف بالإحساس اللازم للتقدير.. وأنه لا يمكن له أن يرى نفسه إلا من خلال مديره .. وطرحوا نصيحة التجاهل .. وعدم الإكتراث و الإهتمام بالموظف .. وإذا استدعت الضرورة .. فهم على موعد لتذكير موظفيهم بالإهمال والأخطاء .. كما يجب على المدير أن يحجب المعلومات عن موظفيه .. وكأنهم في وادٍ آخر .. فلا يعلمون عن شركتهم إلا ما أراده هو .. وذاك يعزلهم .. ويمحوا وجودهم.. وأخيراً .. ما يسمعه المدير من اقتراحات مقدمة من الموظفين .. عليه أن ينسبها لنفسه .. ويتبنى فكرتها.. ويتجاهل من أعطاها .. وأيضاً لكي يمعن في الإحباط .. عليه أن يتجاهل أو لا يهتم .. ويعترض على المقترحات التي تقدم من الموظفين .. ويرسم على وجهه علامات التقزز والقرف منها .. وأشياء أخرى كثيره .. لا يتسع المقام لذكرها .. ولكن سؤالي هنا .. هل بعد الإحباط نجاح ؟ .. إذا أردت النجاح .. اعمل عكس ما قرأت .. [email protected] فاكس:6514860