لم أكن اعرف معالي الأخ هشام محيي الدين ناظر معرفة جيدة الا من خلال مقدمته التمهيدية أو المدخل الى تعريف (خطة التنمية الاولى) في الفترة من عام (1390ه/ 1970م) الى عام (1395ه/ 1975م) التي اطلعت عليها سريعاً، وانا لم ازل طالب اً في السنة الاولى في الجامعة بهدف سبر اغوار ما تحتويه من موضوعات ومعلومات احصائية وبرامج مستقبلية ليسهل الرجوع اليها اثناء حاجتي الى اعداد اوراق بحثية قصيرة يكلفنا بها بعض اساتذة المواد الاقتصادية واول ما لفت نظري في الخطة صعوبة قراءتها واستيعابها بسهولة لغموض العبارات والظروف والاقتراحات فالبرامج فضفاضة والمشاريع تحتاج الى تبسيط سواء في الشأن الاقتصادي او الثقافي او الاجتماعي وقد يعود ذلك الى ان (الخطة) مترجمة من لغة اخرى، وان خلفيات (المترجم) اللغوية ومعرفته بالمصطلحات الاقتصادية مفقودة فجاءت الصياغة خالية من صياغة اساليب السهل الممتنع التي تمكن القارئ العادي من سرعة استيعابها وفك طلاسمها. التقيت بمعاليه – رحمه الله – قبل بضع شهور في احدى المناسبات ، فاذا به يشد على يدي بمجرد ان ذكرت له اسمي الثلاثي قائلاً: بارك الله فيك! ادهشني كتابيك بصراحة تامة المتخصص في النفط السعودي، الكتاب الاول "قصة اكتشاف النفط السعودي" استطعت بارك الله فيك – ان تمرحل (مراحل) اكتشاف النفط في هذا الوطن بحرفية لم يسبق احد قبلك ان قام بتسلسلها تاريخياً مثلك، وباسلوب السهل الممتنع يسهل على المثقف والمتخصص والقارئ العادي ان يلم بها بكل وضوح. واضاف: استمتعت بالقصص التي ذكرتها ثم بالقصة التي اشرت اليها بعنوان: كما اذكر الآن: "الثابت تاريخياً" أي وفقاً للسنوات التي تم اكتشاف النفط بالفعل فيها. واما الكتاب الثاني فبعنوان: "النفط السعودي منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى اليوم" استطعت ان تضع النقاط على الحروف – كما يقال! واعجبت بالفكرة اخراج كتاب فريد بهذه الطريقة التي لم يسبق بها احد الكتاب او الباحثين ان يتتبع مراحل صناعة البترول – اكتشافاً وانتاجاً وصناعة في عهد كل ملك من ملوكنا الميامين منذ عهد الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وهذا ان دل على شيء وانما يدل على انك متمكن في تخصصك في مجال البترول! واضاف: رجعت الى بعض ما لدي من تقارير احصائية فوجدتها تتفق تماماً حتى التواريخ التي ذكرتها فهي دقيقة، واشارتك الى المراجع والمصادر جعل كتابيك مرجعاً موثوقاً! احسنت جهدك ظاهر خاصاً ان لا تتوقف او تتردد في تقديم المزيد، فالمكتبة البترولية في حاجة الى مثلك ليضيف المزيد اليها! شكرت معاليه على ما ذكره عن الكتابين شكراً جزيلاً على ما ابداه من دعم وتشجيع والمنطالبة بتقديم المزيد – ان شاء الله – اذا سمحت لي الفرصة. لم يتركني حتى عانقني عناقاً حاراً وتركني فرحاً مسروراً، اشعرني ان ما انفقه من طجهد ووقت ومال لم يذهب سدى.عزائي لاسرته وابنائه وذويه ومحبيه من ابناء هذا الوطن، واسبغ عليه شآبيب غفرانه واسكنح فسيح جدناته.."وانا لله وانا اليه راجعون".