أوراق شجري وهزّني وجْدُ الخريف ثوبي المموّه بما تناثر من برونزي العنب زادني وجداً تساقطت أوراق شجري وتعرّت الأغصان وانسرب النّهار كشلاّل مهيب في مهبّ اليبس تهافتت كل الطيور على بقايا كسرة من خبز حمّصتها الشمس في صيفنا الفائت تكورت السُّحبُ البيضاء فأجهشت السماء وسالت عيونها بين شعاب الروح وأودية الصبر بماء منهمر الرجاء ليمرع وجه الغياب ويزين معصم الفصل بأساوره البرونزية فلمَ يا صغيري تخالف وصايا الخريف في ارتداء حلته العسجدية !! أما علمت بأن الخريف توقيتي الأجمل ولي معه حكاياه الوقورة التي أنثرها كل عام هنا وأوشوش بها ما تخبأ من كروم المشاعر في السفوح البعيدة .. إنّي وقد اعتدت الوقوف أمام غرابة مرآته أتضمخ بعطر الحنين لأشاكس جنونه بإغواء .. ها قد حل خريفنا يا فاره الدفء وامتدت أغصانه حاسرة السوق والأعناق وراحت حمائم الرغبات تخفق زجاج نوافذ رغباتنا بأجنحة التوق إنّها تتحسس أنس ليالينا لتشي بنا للنجوم الراعشة جذلاً ، فلنمنحها ابتساماتنا كتأشيرة رضى لتطيل زمن الخفق حتى نخلد للنوم ، ونمعن في حلمٍ جميل .. بدور سعيد