صدر حديثاً عن دار المفردات للنشر كتاب (ثلاثون عاماً بين الصحافة والإدارة) للزميل احمد الاحمدي وثق فيها ليس عمله بين الصحافة والادارة فحسب.. بل تعدى ذلك الى توثيق مراحل حياته وما مر عليها من حلوها ومرها او كما اسماها المؤلف في تقديمه قصة مشوار كفاح بدأ منذ الصغر وقصة عشق لم تنته مع مهنة المتاعب. الزميل الاحمدي قدم هذا الكتاب لمريدي الصحافة والذين هم في بداية المشوار الصحفي وخصهم بنصيحة تجربته خلال هذه العقود. فمع عدم انكاره للدور الكبير الذي تقوم به الجامعات من خلال اقسام الاعلام.. الا انه يعتبر ان الموهبة الصحفية وامتلاكها مقدم على الدراسة الاكاديمية في آلية العمل الصحفي.. الحاجة تولد الموهبة نشأ المؤلف في بلدته طاشا النائية عن المدن بمنطقة المدينةالمنورة وتعلم القراءة والكتابة وحفظ معظم اجزاء القرآن الكريم مع عدم وجود مدرسة في القرية آنذاك.. ومع ذلك فقد كان يوصي من يسافر الى مكة باحضار مجموعة من الصحف القديمة والمجلات لقراءتها.. حتى جاء المذياع والذي عده المؤلف "فتحاً" عظيماً له ولاهل قريته.. والذي انعكس ايحاباً على تعليمه وتثقيفه. مواقف لا تنسى سرد المؤلف اهم موقفين تعرض لهما في صغره واولاهما فراق اخيه ورفيق دربه "حامد" وذلك لسفره للدراسة الى مكة وثانيهما وفاة والدته بالانفلونزا مما اضطره للسفر الى مكة للعيش مع عمته.. غير ان لمسة الحزن والاسى بفقدان والدته كان تزداد وخاصة عند عودته الى مسقط رأسه والى بيته الذي تربى به ما حدا بوالده ان يغير المنزل. كل ذلك جعل المؤلف يكبر وهو صغير. قهوجي وفراش تحت التهديد بدأ المؤلف العمل الحكومي وكان انذاك في 18 من عمره في مصلحة عين زبيدة والعزيزية بمكةالمكرمة حيث عمل قارئ عدادات وموزع فواتير ثم تدرج في الاعمال الوظيفية ثم انتقل الى قسم العلاقات العامة والاعلام بذات المصلحة بحكم شغفه وحبه للصحافة حتى اصبح مساعداً لمدير القسم ثم مديراً له ثم تدرج في العمل حتى صدر قرار بتعيينه مديراً لادارة العلاقات العامة والاعلام بقطاع المياه للخدمات البيئية بمدينة مكةالمكرمة.ويذكر المؤلف ابان اول عمله في مصلحة عين زبيدة ان امره رئيس القسم ان يقوم اضافة الى عمله بعمل الفراش نظراً لان الفراش اخذ اجازة. ومع رفض المؤلف لهذا الامر هدده المدير بالفصل فعمل مضطراً نظراً لحداثة سنه ولجهله بالانظمة والقوانين مع ما كان يسببه له ذلك من احراج شديد الا ان ذلك لم يكن ليمنعه من مواصلة المشوار رغم ما كان يتجرعه من المآسي والظلم. الطير الرحال بين الصحف بدأ الاحمدي مشواره في عالم الصحافة في صحيفة عكاظ عبر صفحات القراء ثم انتقل الى صحيفة الندوة حيث كان له فيها مشاركات كثيرة سواء كان عبر الحوارات مع شيوخ القبائل والشعراء الشعبيين او عبر الاستطلاعات عن القرى والهجر وامراء القرى ناهيك عن المقالات التي تتعلق بالبادية والزراعة. وفي عام 1412ه عمل في صحيفة البلاد كمدير لشؤون التحرير في مكتب البلاد بمكة ثد عاد الى صحيفة الندوة مرة اخرى حتى عام 1423ه بعدها انتقل للعمل في صحيفة عكاظ ثم جريدة الجزيرة ثم عاد مرة ثالثة الى جريدة الندوة عام 1427ه ولكن لم يستمر بها طويلاً ثم انتقل الى صحيفة الحياة وصحيفة الرياض ثم صحيفة الوطن بعدها بعام واحد ولم يمكث بالوطن الا اربعة اشهر ليلتحق بعدها بصحيفة المدينة واستمر بها حتى عام 1435ه ليعود بعدها مرة اخرى الى صحيفة البلاد.