قد يطرح احد سؤالاً على بساط دنياها الادبية والاجتماعية مثل هل في هذه الدنيا قارئ او قراء على وجه العموم؟ يتلقفون الكتب او الصحف او المجلات وسائر الوسائل الاعلامية والتثقيفية؟ للتعرف على افكار المؤلفين وقيم المعرفة والمعلومات والمعاني بياناً وافادة وتلقي بوجه عام!! وهذا السؤال المطروح له دلالة او اكثر تنبئ عن وجود قراء مهما كثرت الكتب، وكثر مؤلفوها وطرحت على بساط العرض وقل الطلب، الا ان قانون الفطرة البشرية يفيد بأن لكل ساقطة لاقطة!! بمعنى ان كل ما يكتب يقرأ وما ينشر يطوى ما بين غلافين ومن الدلائل الايجابية للقراءة الكتابية كذلك وجود اوعية ومكتبات في معظم المدن وشوارعها التي تعرض ما لديها وكذا فتح مجالات للتعامل بين الناشرين وبين المؤلفين! لطبع كتبهم ومؤلفاتهم ودواوين الشعر والنثر ممنا يجعل للكتاب او الكتب رواجاً وانتشاراً لدى المتلقين والقراء والمطلعين. وعلى الرغم من عدم ظهور واجهات المنكتبات عامة كافية او رائجة للقراءة والقراء حتى في اهم المراكز في المدن ذات الاكتظاظ بحركة المتسوقين والزائرين الا انني ازعم بأن ثمة اناس يقرأون ولا يزالون محبين للكتاب الورقي والكتاب الالكتروني على سواء، وهذا من شأنه ابراز مزيد من الكتب والصحف والمجلات المتخصصة في العلوم والآداب والفنون كي ما تقدم على فتح مكاتب ومعارض شبه دائمة للكتاب، ولم لا فقد كان في الماضي ليس بالبعيد لهذه المعالم الثقافية ذات العرض للكتب قائمة لبيع واقتناء الكتب من قبل القراء والمتلقين واصحاب العلوم النافعة والاعمال الخيرة، كل ذلك من اجل الاقبال على الاطلاع والبحث والمعرفة والمعلومة والفكرة ذات النفع المعنوي والفائدة المرجوة لتنمية وتهذيب الوعي والذهن والتلقي وشأن كهذا مفيد انسانياً ومجتمعياً في السبيل الى فتح باب المعلومات ان صح التعبير، فينهل الراوي ويمتع العطشان ويرتوي الظمآن من حياض المعارف والثقافة والادب، وفي هذا غاية ما يريده العلماء والادباء ورجال المعرفة من تسخير العلوم للجهال والمعارف للغفل عنها، وللقيم لمن يبحث عنها استرشاداً بالدعاء الطيب المبارك: اللهم علمنا من القرآن ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا. فالعلم بيان، والمعرفة نور والشكر نعمة والاطلاع والقراءة مطلوبان والعصر قبلاً وبعداً حاضراً ومستقبلاً هو زمان بل من الازمنة على وجه العموم المطلوب منها العلم والمضي به للعمل والتفصيل، والتصنيع والانجاز في دنيا المعارف والشهادات الفائزة والانجاز الفعلي والعمل مادياً ومعنوياً في سبيل التعمير البشري والتكوين الايجابي والانشاء العملي والتفعيل الاقتصادي والاداري والفني والمهني. وكل أولئك على بصيرة من العلم وتحت شمس المعرفة وحول اضواء الفكر وفي اطار السير قدماً الى الامام اذن فالاطلاع والبحث والتعليم وقراءة العلوم والآداب والثقافات والتريض في الوقوف على منافع ما اسداه ذوو الفضل من العلم النافع والارث الادبي ولاالتراث العتيق المفيد كل ذلك غدا مطلوباً والله ولي التوفيق.