تعد تجربة منطقة القصيم في التنمية السياحية وتطوير التراث الوطني من التجارب المميزة والرائدة على مستوى المملكة من خلال ما شهدته من مشاريع وبرامج وفعاليات وما يوجد فيها من مواقع سياحية وتراثية. وأشاد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مناسبة سابقة بما حققته منطقة القصيم من منجزات مميزة في المجال السياحي، وبمكانتها البارزة سياحيا وتراثيا، مؤكدا أن القصيم هي واحدة من أعلى ثلاث مراتب في تحقيق النمو السياحي. ووصف تجربة القصيم السياحية بالتجربة الرائدة، منوها إلى أن عوامل أربعة أسهمت في تميز ونجاح تجربة القصيم السياحية تمثلت في القيادة المهتمة والداعمة، والقبول العام في المجتمع المحلي، والتعاون المميز من مؤسسات الدولة المنطوية تحت مسار محدد ومتعاون، والقطاع الاقتصادي الذي يستمر في السياحة ويستفيد من مقوماتها وفرص العمل التي توفرها، مشيدا بالجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس التنمية بالمنطقة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الذي دعم وتابع وأسس لهذه المنجزات. وشهدت منطقة القصيم في السنوات الأخيرة الماضية عددا من المشاريع والفعاليات السياحية والتراثية التي جعلتها وجهة هامة للسياحة المحلية، بدعم ومتابعة من مجلس التنمية السياحية بالمنطقة بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. ويجري حاليا تنفيذ عدد من المشاريع السياحية والتراثية التي سيكون لها دورها المستقبلي في الجذب السياحي، وتتضمن هذه المشاريع التي تتجاوز تكاليفها 140 مليون ريال تطوير أواسط مدن، وتأهيل مواقع تراثية وأسواق شعبية، وإنشاء منتزهات وحدائق. ومن هذه المشاريع مشروع تطوير وسط بريدة الذي يعد أحد أهم المواقع التراثية على المسار السياحي لمدينة بريدة ويضم أهم الأسواق الشعبية بالمنطقة وستتجاوز تكلفته 30 مليون ريال، ومشروع منتزه الملك عبدالله ببريدة بتكلفة 38 مليون ريال وسيتم من خلاله تطوير منتزه نموذجي يخدم مدينة بريده وما جاورها، ويجري العمل بالشراكة مع الهيئة لتحويل المنتزه إلى وجهة سياحية للمنطقة، ومشروع تطوير مخطط عام لموقع إقامة مهرجان ربيع بريده الذي يقام في منتزه القصيم الوطني ( منتزه الطرفية ) لكي يتم تطوير قرية سياحية باسم قرية الطرفية السياحية، إضافة إلى مشروع تعزيز الخدمات السياحية داخل المدينة بالميادين والمتنزهات في بريدة بمبلغ 30 مليون ريال لتتكامل مع الخدمات الأساسية للمسارات السياحية في المدينة. كما ينفذ في عنيزة مشروع لتطوير المنطقة المركزية، إضافة إلى مشروع تأهيل منطقة قطن البرية في عقلة الصقور وإنشاء جلسات للعوائل فيه، وتعد المنطقة إحدى أهم المناطق البيئية البرية التي تم العمل على تصور لها بالشراكة الداخلية مع الإدارة العامة لتطوير المواقع السياحية، وقد طرحت البلدية المشروع والذي سيخدم الزوار بشكل كبير، حيث سيتضمن عناصر استثمارية مثل المخيمات النموذجية للعوائل والعزاب وكذلك البنية التحتية للمنتزه ومركز للخدمات وإرشاد السائح. ومشروع ترميم الديره القديمة في عيون الجواء بتكلفة 4 ملايين ريال ويشمل المشروع هيئة سوق المجلس والساحة الرئيسية في البلدية لكي يقام فيها الفعاليات الشعبية وتصبح نقطة جذب أساسية في المحافظة. ومشروع تأهيل بلدة الخبراء القديمة بمبلغ 5 ملايين ريال من خلال استكمال الأعمال في البنية التحتية للبلدة وتهيئة العناصر المهمة فيها امتداداً للجهد المنظم المبذول من قبل البلدية والذي حقق نجاحاً كبير بجعل البلدة أحد أهم مواقع التراث العمراني في المملكة ونقطة جذب في منطقة القصيم ومشروع ترميم وتأهيل القرية القديمة بالمذنب من خلال تهيئة الممرات الأساسية في البلدية والمداخل الأساسية، وتحسين الطريق المحاذي للبلدة لسهولة وصول السائح. ومشروع تطوير المنطقة المركزية بالبدائع بمبلغ 10 ملايين ريال، ومشروع تطوير الأسواق الشعبية ووسط المدينة في ضرية بمبلغ 6 ملايين ريال. وتتميز منطقة القصيم بمواقعها التاريخية القيمة التي تتوزع في نواحي المنطقة كافة، ويحسب لأهالي المنطقة مبادراتهم لحفظ تراثهم من خلال تبني مشاريع لترميم عدد من المواقع والمباني التراثية. ويقود مجلس التنمية السياحية بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، عددا من المبادرات، حيث تحتضن القصيم أكثر من موقع للتراث العمراني وتساهم الهيئة في تطويره من خلال شراكتها مع المنطقة، حيث يتم حاليا بالشراكة بين الهيئة وأمانة المنطقة تأهيل عدد من البلدات التراثية هي: بلدة المذنب التراثية بالتعاون مع بلدية محافظة المذنب، وبلدة عيون الجواء التراثية بالتعاون مع بلدية محافظة عيون الجواء، وبلدة رياض الخبراء التراثية بالتعاون مع بلدية محافظة رياض الخبراء. كما كانت للمواطنين مبادرات مميزة في تأهيل عدد من المواقع التراثية والمتاحف ومن أبرزها : سوق المسوكف الشعبي بمحافظة عنيزة (، متحف قصر الدبيخي التراثي ببريدة ، قلعة جدعية بالرس ، متحف الصالحي بعنيزة ، متحف الحمدان بعنيزة . وتعد هذه المواقع محطات رئيسية في الرحلات السياحية للمنطقة، حيث تشهد إقبالا كبيرا من الزوار، كما تشهد عددا من الفعاليات التراثية والسياحية. ويتم الإعداد لمشاريع مستقبلية في التراث العمراني هي: قصر المشقوق بقصيباء، قصر القرعاء ، وبلدة التنومة بالأسياح . وتضم منطقة القصيم عدداً من المواقع الأثرية المهمة التي قامت الهيئة بالتعاون مع البلديات بتأهيلها ومن أبرزها: برج الشنانة بمحافظة الرس، وصخرة عنترة بن شداد بمحافظة عيون الجواء. كما اهتمت الهيئة بإنشاء وتطوير المتاحف، ومنها متحف القصيم الاقليمي الذي يقع في قلب مدينة بريدة على مساحة 10 ألاف متر مربع. وقد رخصت الهيئة لسبعة متاحف خاصة بالمنطقة، وأدرجتها في المسارات السياحية والرحلات التي تنظمها الهيئة ومنظمو الرحلات السياحية لزوار المنطقة والسياح. وتمثل تجربة الصناعات الحرفية في القصيم، إنجازاً مهماً للمنطقة من خلال مبادرة المجتمع المحلي بتأسيس أول جمعية تعاونية نسائية تهتم بالحرف والصناعات اليدوية هي (جمعية حرفة)، والتي تقود عملا اجتماعيا اقتصاديا مهما ساهم بقوة في تحويل حياة كثير من الأسر محدودة الدخل إلى أسر منتجة فاعلة في المجتمع, وتنظم الجمعية بالتعاون مع البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية ( بارع ) عدداً من الأنشطة والمعارض للحرفيات، كما يضم مبناها الرئيس في بريدة معرضا ومقهى تراثيا نسائيا. كما أن فرع الهيئة بالمنطقة يقوم بالتعاون مع البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) بتنفيذ عدد من الدورات التدريبية للحرفيين، وقد نفذ هذا العام 3 برامج تدريبية في حرف (السدو، التطريز، والخوصيات). وتميزت منطقة القصيم بنزلها التراثية التي تشهد نسب إشغال عالية خاصة في المواسم، وأبرزها نزل الملفى وبعض النزل التراثية والريفية الأخرى. وتراهن المنطقة على تميزها في مجال السياحة الريفية لتكون رافدا مهما يضاف إلى نقاط الجذب التي تتمتع بها منطقة القصيم، وهذه التجربة بدأت من خلال عمل منظم بين الهيئة ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة لاستثمار عدد من مزارع القصيم وأريافها الجميلة لتكون منتجة سياحيا كما هي منتجة زراعيا. وقد تم منح أول رخصة لتأسيس نزل ريفية في أحد المزارع بالمنطقة، كما أنه هناك عملا مكثفا لتطوير موقعين مهمين في بريدةوعنيزة لتكون مسارا جديدا للسياحة الريفية. وفي مجال البرامج التدريبية وورش العمل واللقاءات نفذ فرع الهيئة في المنطقة هذا العام عددا من الورش في مجال مشروع السياحة الزراعية، والتدريب على أطلس السياحة والتي تم تنفيذها بجامعة القصيم. يذكر أنه بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، يرعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة في ال 18 من شهر صفر القادم افتتاح ملتقى التراث العمراني الخامس، والذي تستضيفه منطقة القصيم هذا العام بإشراف وتنظيم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومجموعة من الشركاء بالمنطقة. وسيعقد الملتقى خلال الفترة من 18 – 21 صفر 1437 ه، ويناقش عدداً من المحاور الرئيسة والمتعلقة بالعناية والمحافظة على التراث العمراني واستثماره في المجالات كافة، وسيشهد عددا من الفعاليات والمعارض التراثية.