أكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير, عمق العلاقات التاريخية بين المملكة وجمهورية ألمانيا الاتحادية, في جميع المجالات التي تتسم بتطابق المواقف في الأمور ذات الاهتمام المشترك . وأوضح الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع معالي وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير, عقد بمقر وزارة الخارجية بالرياض أمس , أن معالي وزير الخارجية الألماني, أجرى اجتماعات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, ومع سمو ولي عهده الأمين, وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله -, تناولت العلاقات الثنائية والاقتصادية المميزة بين البلدين, إلى جانب بحث الأوضاع في سوريا, والتركيز على أهمية إيجاد حلٍّ سياسي لهذه الأزمة, وضرورة ألا يكون لبشار الأسد دورُ فيها . كما أشار معاليه إلى أن الجانبين السعودي والألماني, بحثا خلال اجتماعاتهم, الجانب الإنساني للأزمة السورية, وكذلك الأوضاع في اليمن, إضافةً إلى الاتفاقية الدولية لمجموعة ( 5 + 1 ) بما يختص بإيران . ومن جانبه, أكد معالي وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير, أن الاجتماعات مع خادم الحرمين الشريفين, وسمو ولي عهده الأمين, وسمو ولي ولي العهد, شهدت اتفاق تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين. وفيما يختص بالأحداث السياسية في المنطقة, أبان شتاينماير, أن هنالك تطورا في القضية اليمنية, يتمثّل في استئناف المباحاث في اليمن, مشيرًا إلى أنه بحث مع المسؤولين في المملكة تطورات الأوضاع في اليمن, وفي سوريا, مؤكدًا أهمية دفع إيران إلى أن تقوم بدور بناء في المنطقة, كما أن مسؤولية دول ( 3 + 3 ) ينبغي ألا تنتهي مع توقيع الاتفاق بخصوص ملف إيران النووي. كما دعا وزير الخارجية الألماني لضرورة إنهاء القتال في سوريا, وإزالة التوتر في المنطقة, والأخذ بالحل السياسي, مشيرًا إلى أهمية أن تكون هنالك حلول للتدخل الروسي في سوريا, ومشددًا على أهمية التعاون بين واشنطن وموسكو لما فيه خدمة المنطقة, وتحقيق الأمن في سوريا. بعد ذلك أجاب معالي وزير الخارجية ونظيره الألماني على أسئلة الصحفيين , فعن ما يجب فعله لحل الأزمة السورية ، أكد الأستاذ الجبير أنه يجب على إيران أن تنسحب من سوريا وعدم مدها بالسلاح لنظام الأسد , وكذلك سحب المليشيات الشيعية التي أرسلتها إيران , مشيراً إلى أنه من الصعب أن يكون لإيران دور في سوريا كونها تحتل أرضًا عربية وتسهم في قتل وتشريد الأبرياء . وأوضح وزير الخارجية الألماني أن سوريا الآن في مأزق ويجب على المجتمع الدولي أن يرى حلاً لها ولا يوجد مستقبل على المدى البعيد مع بشار الأسد , ولابد من التوصل إلى أرضية مشتركة في سوريا للتحول لحل سياسي في المنطقة. وحول المدى البعيد لسوريا وكيفية التحول السياسي فيها ، قال الجبير : " قبلنا بمبادئ جنيف 1 وإنشاء هيئة حكومية تراعي المؤسسات التابعة للدولة , وكذلك كتابة دستور جديد وقانون انتخابات جديدة , ويكون للهيئة سلطة حكومية حتى تبدأ إعادة البناء وعودة النازحين , وتستطيع الهيئة أن تشارك في تشكيل الحكومة فبعد تشكيل الحكومة يجب على الأسد أن يتنحى" , مؤكداً أنه لا دور للأسد في مستقبل سوريا, فلا مستقبل لبقاء الأسد ليشارك في الانتخابات فهو مسؤول عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص ونزوح الملايين من السوريين. وفيما يختص بالاتفاق النووي مع إيران ، أكد معالي وزير خارجية ألمانيا أنه يجب تنفيذ الالتزامات ومراقبتها , مبيناً أن ذلك ليس طريقًا سهلاً ولكنه خيار متاح في الشرق الأوسط لتحسين الأوضاع في المنطقة ووقف الدائرة السلبية التي في المنطقة. وفي سؤال حول المباحثات بين الحكومة الشرعية في اليمن والحوثيين رحب معالي وزير الخارجية بالمباحثات , وقال : إن الخيار العسكري كان آخر خيار لدى المملكة وقوات التحالف , فقد استولى الحوثيون وحلفاؤهم على صعدة ثم عمران ثم صنعاء وتعز وعدن , واستجابت المملكة ودول التحالف للبند رقم 51 من ميثاق الأممالمتحدة لدعم الشرعية في اليمن والدفاع عن الحكومة الشرعية فيها , ولحماية المملكة وحدودها , ولفتح مجال لعملية سياسية في اليمن للوصول إلى حل سياسي , متمنياً أن تكون المباحثات التي قبل بها الحوثيون والمخلوع صالح بقرار مجلس الأمن رقم 2216 مثمرة لحل النزاع اليمني بناء على المبادرة الخليجية. وعن دور إيران في المنطقة ، قال الجبير : نأمل أن تغير إيران أساليبها وتبتعد عن تدخلاتها في شؤون دول المنطقة سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن وغيرها من المناطق , فقد كانت لدينا علاقات جيدة مع إيران في الستينات والسبعينات وعلاقات جوار معها , ومن الصعب أن تكون هناك علاقات ايجابية إذا كان هناك عدوان تجاه المملكة وشعبها , ونحن حريصون على التصدي لأي تحركات إيرانية وسنقوم بكل ما لدينا من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية لحماية أراضينا وشعبنا. وأضاف : نأمل من إيران أن تتخلى عن أسلوب الماضي وتتبنى أسلوبا جديدا وبالذات في ظل توقيع اتفاقياتها مع دول 5 + 1 في مجال برنامجها النووي , ونراقب الآن تطبيق إيران لبنود الاتفاقية وكيفيه تعامل إيران من المبالغ التي تحصل عليها , وكيفية تعاملها مع جيرانها ومن ثم نقيم كيف يكون هناك تطور في العلاقات بين البلدين , فالمملكة دائما تسعى إلى بناء علاقات مع كل الدول.