ذكرت في مقالات سابقة ومنذ سنوات ، أن السياحة أصبحت صناعة وأحسنت الدولة مؤخرا حينما حرصت على تأسيس (الهيئة العامة للسياحة والآثار) وقلت يومها تلك بوادر مشجعة نحو خلق سوق سياحية خلاقة تستشعر أهمية السياحة سواء لتخفيف هجرة السياح السعوديين إلى الخارج أو استقطاب وافدين لغرض السياحة بشكل عام ولاشك أن في المملكة مناطق سياحية تعتبر على مستوى الخليج مميزة بأجوائها المعتدلة صيفاً وكذلك سهولة الوصول اليها سواء جواً أو براً ولعل الشريط الممتد من الطائف إلى أبها وبطول (600) كم خير دليل على ذلك وحقيقة لازال هذه الشريط السياحي يفتقد للكثير من مرافق الخدمة العامة التي تدعم السياحة سيما في منطقة الوسط الممتدة من الباحة حتى مشارف مدينة ابها الشمالية ، وذلك لعدة اسباب منها القصور الإعلامي الدعائي الممنهج ثانيا سريان إسطوانة (المشاريع السياحية لاتؤكل عيش) وذلك لقصر المدة التي غالباً هي لاتتجاوز شهرين تعتبر ذروة الصيف في أهم مناطق الأصطياف في المملكة. والمتأمل لمناطق السياحة صيفا في المملكة والخليج لن يجد مكاناً انسب من المناطق الممتدة من الهدا شمال الطائف الى عسير جنوباً ، وأنا هنا اتحدث عن السياحة صيفاً لأننا أصبحنا في عصر مليء بالمواسم السياحية التي لاتكاد تنقطع والتي تشهد حراكاً سياحياً كبيراً من اجازات وعلى مدار فصول السنة وكذلك شهر رمضان المبارك، والذي يشمل جميع مناطق المملكة ، ومما يؤسف له أن الهيئة لازالت أجندتها تقليدية رغم أنها على اعتاب المرحلة الأخيرة من إستراتيجتها التي برمجتها مابين (1422 1441 ه) يعني ثلثي المدة على وشك الإنتهاء دون أن نلمس بصمات كبيرة في مجال تنمية السياحة الداخلية فالفكر لازال هو الفكر والتقليدية لازالت المسيطر على الأداء في المساحة مابين الطائفوعسير لازالت البدايات وكأننا لا زلنا بعيداً عن إدراك أن (السياحة) صناعة وليست عمارة عبارة عن شقق قد تجد من يستقبلك ويتفاهم معك طفل لايتجاوز (العاشرة) من عمره وخدمات شبه مفقودة وعلى ذلك نقيس الأغلب، وهنا أدعو كما دعوت سابقا هيئة السياحة إلى إعادة دراسة إستراتيجياتها وفق ما يساعد على خلق مدن سياحية صيفية مميزة فإذا استثنينا الطائفوابهاالمدينة من مساحة هذا الشريط البلغ (600) كم , نجد أن المساحة المتبقية غائبة عملياً وميدانياً من اجندة الهيئة وقبل فترة وأنا اشاهد (سباق طواف فرنسا)استذكرت القصور الإعلامي والدعائي من قبل الهيئة وبإختصار شديد فإن سباق طواف فرنسا للدراجات هو منافسة رياضية للدراجات أول سباق دراجات مكون من 21 مرحلة موزعة على واحد وعشرين يوما هذا السباق ينظم سنويا قبل بداية الصيف وتبلغ مسافته 3000 كلم . هذا السباق خلق للسياحة في فرنسا دعاية كبيرة لذلك تحرص كل من وزارة السياحة والصحة والرياضة في فرنسا على إقامته سنويا ومع بداية موسم كل صيف ويوميا لمدة (5) ساعات على الهواء وتنقله قرابة ثمانين قناة ويركز النقل فيه على الريف الفرنسي والمعالم والقلاع والمزارع والطبيعة الخلابة وكم أتمنى أن تتبنى الهيئة العامة للسياحة مثل هذه الفكرة بالتعاون مع رعاية الشباب والعمل على إحياء فكرة سباق دراجات سواء خليجياً او عربياً او عالمياً يبدأ على مراحل من الهدا بالطائف وحتى عسير أو العكس ويكون ذلك مع بداية كل موسم صيف. ستلاقي الفكرة مصاعب في البداية لكنها محققة لمكاسب كبيرة ستجعل الجميع يحرص مستقبلا على تنفيذها ويمكن تقسيم السباق على سبع مراحل أو اكثر كل مرحلة تبدأ من الساعة الواحدة ظهراً وتنتهي بمعلم من معالم المكان الذي تنتهي فيه مع الأخذ بمرور المتسابقين على ابرز المعالم في كل مدينة او قرية يمرون بها وهنا لابد من مشاركة وزارة الداخلية من مرور وأمن عام وأمن طرق والدفاع المدني والهلال الأحمر وكافة القطاعات وكذلك مشاركة الطيران العمودي في التصوير المباشر ووجود معلقين لهم خبرة بمناطق السباق من الناحية الجغرافية والتاريخية بالإضافة إلى المعلق المتخصص برياضة الدرجات واستغلال المساحة الشاسعة والمرتفعة طول الطريق للوحات شعبية تتفنن المدارس والمحافظات في رسمها وتشكيلاتها، هذا باختصار ارجو أن لايكون مخلاً. جدة: ص ب: 8894 فاكس: (saleh1958)