تلقيت رسالة مؤثرة، وأيضاً بليغة، تحمل في طياتها الكثير من المعاني الجميلة، وهي صدى لمعنى لطالما تم ترديده، يتلقى بالتفاؤل ووضع الآمال دوماً نصب العينين، وهذه الرسالة كتبتها سيدة عربية اسمها كوثر. كانت رسالة طويلة تحكي فيها قصتها، ولضيق المساحة أوجز أهم ما جاء فيها، حيث قالت في بريدها «لقد أعجبني حديثك الدائم عن التفاؤل وعن الأمل، وإصرارك بأن تسلحنا بالغد وبتفاؤل فيه خير كبير لنا، وهذا صحيح مليون في المئة، وأنا شخصياً مررت بتجربة كادت تودي بمستقبلي وحياتي برمتها لولا تمسكي ببصيص من الأمل. فبعد وفاة زوجي، لم يكن لدي ولا لدى أطفالي مورد للرزق، وظللت في حيرة تامة، ولكن تفاؤلي وعملي بجد على البحث عن مصادر لتوفير القوت وحياة كريمة، ووضع الأمل بأن الغد سيكون أفضل من اليوم، هو الذي قادني نحو إيجاد عمل زهيد في محل لبيع الملابس النسائية الجاهزة، لكنه كان بداية للتطوير والتدريب حتى تمكنت من إتقانه ثم الاستقلال بعملي ومشروعي الخاص، وأنا اليوم أملك محلين، فضلاً عن مشغل لتجهيز وخياطة الملابس. وأنا أحيي هذه السيدة التي تعطينا ملمحاً واضحاً لمعنى الأمل والعمل والصبر والتطوير، كان يمكن لهذه المرأة الاستسلام وانتظار الإعانة والصدقات، لكنها فضلت سلوك طريق آخر صعب وشائك، لكن ثماره وعوائده مجزية ومريحة، وهذا الذي نحتاجه جميعنا في حياتنا هو إيقاد شعلة الطموح، الانطلاق دون هوادة وبقوة وأيضاً بإصرار وحماس، ولكل إنسان سواء أكان رجلاً أم امرأة، لا تعتقدوا في أي لحظة من لحظات حياتكم أن الرزق بيد أحد من الخلق، تذكروا دوماً قوله تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون).