انبثق ضوء عن «عتمة اليأس»، بعد مرور أكثر من 22 سنة، قضاها بدر بن عبدالله الصالحي، إذ أكد تقرير طبي تلقاه من مستشفى ألماني، أنه يستطيع الإنجاب، بعد سنوات من إطفاء الأطباء شمعة الأمل في وجهه حين أكدوا له أنه «من المستحيل أن يرزق بطفل، حتى مع تلقي العلاج». بيد أن التقرير الطبي الأخير أرجع له الحياة، بحسب قوله. وتزوج الصالحي في عام 1410ه، ومع مرور السنين أصيب بالإحباط، فلم يأت نبأ الحمل، على رغم المراجعات الطبية والفحوص الدورية، وسنة تلو الأخرى، أصبح خيال الطفل يلاحقه، ليتحول فيما بعد إلى سراب. ويقول: «جميع الأطباء أكدوا لي استحالة أن أرزق بطفل، وهو قرار مؤلم جداً، فليس من السهل أن تكون زوجاً من دون أبناء يملأون حياتك لعباً وضحكاً ومشاغبة». وذكر أن نتائج الفحوص «جعلت أيامي سوداء، فنصحني أحد الأصدقاء أخيراً، بالتواصل مع مستشفيات متخصصة في ألمانيا، وبعد فترة جاءني النبأ السعيد، الذي وضعني على أعتاب الخطوة الأولى التي ستوصلني لأن أحمل ابني بين ذراعي، بعد كل هذا الانتظار والصبر والألم»، مستدركاً: «لكن سرعان ما تبدد الحلم، وتحول إلى كابوس، فالمستشفى يطلب 10 آلاف يورو، لتحقيق حلمي، وأنا لا أملك هذا المبلغ، لتزيد معاناتي أكثر فأكثر». ويضيف: «أرسلت لي السفارة السعودية في ألمانيا التقارير الطبية المُصدقة من قبلهم، التي تؤكد حاجتي لدخول ذلك المستشفى، لكن يظل المبلغ حاجزاً أمام أن أرى مولودي الأول، إذ تجاوز عمري 47 سنة، وكل ما أملك الدعاء والرجاء بأن أرى طفلي قبل أن أموت،». قبل إرسال التقارير الطبية إلى ألمانيا، كان الصالحي قد فقد الأمل، إلا أنه وبعد أن تراءى له بصيص الأمل، دخل في مرحلة من الأرق والضغط النفسي، «أتساءل دوماً هل سيتحقق هذا الحلم الذي زعزع منامي وزوجتي، خصوصاً أن الأمل عاد، وسنعود من ألمانيا بنتيجة نجاح تفوق 80 في المئة، بحسب تأكيدات الأطباء»، لافتاً إلى أن عدم توفر هذا المبلغ قد يقتل الحلم مرة أخرى . ويتابع: «كلي أمل في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أغدق على هذا الوطن أخيراً، سلسلة متواصلة من الخيرات، أن يشملني برعايته، وأن يتم فرحتي بسلامته، بأن أستطيع أن أتعالج في ألمانيا، كي أنذر ابني حارساً لتراب هذا الوطن الطاهر»، مشيراً إلى أنه: «لا يمكن أن أصف شعور أبٍ يرى الأطفال أمامه من دون أن يحضنهم، أو يرهق نفسه في تربيتهم. أتمنى أن أعيش هذا الشعور الجميل».