مع ارتفاع درجات الحرارة على معظم مناطق المملكة يزيد استهلاك الطاقة الكهربائية لأغراض التكييف بالدرجة الأولى , للتخفيف من وطأة الحر الشديد في هذا القيظ الملتهب . والإشكالية أنه مع ارتفاع الاستهلاك تزيد الأحمال على محطات الكهرباء وشبكاتها مما قد يتسبب في انقطاع التيار في أية لحظة .. كما حدث في بعض الأحياء داخل المدن الرئيسة مما يضاعف المشكلة على الجميع ! ولأن الكهرباء في الوقت الراهن تعد مصدرا حيويا وهاما في حياة الناس وفي مختلف المجالات المنزلية والطبية والصناعية والزراعية والتجارية …وغيرها ولا غنى للناس عنها مطلقا فإن الترشيد يعتبر واجبا على الجميع , ومن يتجاوز ذلك يعد مفرطا لما ينجم عن ذلك من أضرار على المصلحة الفردية والجماعية بل يعد آثما بالدليل الشرعي الذي ينهى عن الإسراف والتبذير , والآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تؤكد ذلك ويمكن قياس الكهرباء بالماء , حيث أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالاقتصاد حتى في الوضوء ولو كان الشخص على طرف نهر جار , وهذا هو المبدأ.والترشيد كما هو معلوم الاستخدام الأمثل لمواد الطاقة الكهربائية المتوفرة واللازمة للتشغيل سواء داخل المنازل أو المنشآت دون التأثير على راحة مستخدميها أو إنتاجهم أو المساس بكفاءة الأجهزة والمعدات المستخدمة , بهدف تخفيض فاتورة الكهرباء للمشترك والمشاركة الفعالة لاستمرار الخدمة بالكفاءة المطلوبة عن طريق تخفيف الأحمال الزائدة على محطات الكهرباء . وقد نبهت شركة الكهرباء في المملكة أن ذروة الأحمال المتوقعة خلال هذه الأيام , ودعت المواطنين والمقيمين لضبط منظم حرارة المكيفات لكي يساعد في تخفيف استهلاك الطاقة الكهربائية . كما وجه المهندس بشركة الكهرباء بجدة أحمد الباهوت مشكورا , رسالة معبرة من خلال الوسائط يدعو الجميع لتوفير الطاقة وعدم الهدر مقدما بعض المقترحات الجيدة . ولو التزم كل مشترك بتخفيف مائة وات على سبيل المثال وبحساب عدد المشتركين الذي يصل إلى سبعة ملايين مشترك تقريبا سنحقق في الأخير توفير سبعمائة ميجاوات والتي تمثل طاقة محطة بكاملها , ويمكن أن يكون الرقم أكثر من ذلك بكثير , والأمر ليس عسيرا وبالإمكان تحقيق ذلك بالوعي أولا والتعاون ثانيا والإحساس بالمسؤولية قبل كل شيء .حيث يذكر أحد الإخوة الذين درسوا في الخارج بأنه في أحد الأيام تم توجيه نداء من خلال تلفزيون ذلك البلد يدعو لتخفيف الاستهلاك الكهربائي ويقول كنا مجموعة طلاب عرب وبيننا طالب أوربي تحرك في ذات اللحظة من واقع الإحساس بالمسؤولية ليباشر إقفال بعض المصابيح التي يرى بأنها زائدة . وكنا نقول لو تركت غيرنا يقوم بهذا الفعل فسكان المدينة كثيرون ليرد علينا بحسه الوطني لو كل شخص ترك لغيره هذا الأمر لما تحقق شيء والمبادرة مطلوبة من الجميع لأن الفائدة في الأخير للجميع !! ولأن المنفعة فعلا للجميع فالمأمول من الكل التعاون في هذا الجانب سواء في هذا الصيف الساخن أو بقية أيام العام , فتوفير الطاقة أمر محمود ونتائجه تخدم الوطن وتفيد المستهلك كثيرا .والكل يدرك أن أكثر الأجهزة استهلاكا للطاقة هي المكيفات تقريبا , حيث أن المطلعين على شؤون الكهرباء يرون من الأهمية صيانة المكيفات بشكل مستمر لضمان أدائها بكفاءة عالية وتخفيف الاستهلاك . وقد أحسنت وزارة الشؤون البلدية والقروية بإلزامية وجود العوازل في المباني للمساهمة في تخفيف الاستهلاك ويظل متابعة ذلك واحدا من أهم واجبات أمانات المناطق وبلدياتها , حتى يتشكل الوعي بقيمة هذا العمل لتوفير الطاقة للمجتمع الذي هو أحوج ما يكون لها , وقد يكون من المناسب أن تقوم الجهات ذات العلاقة بتوجيه الأفراد لكيفية الاستخدام الأمثل للطاقة وعدم الإسراف من خلال خطط واعية وبرامج مدروسة تستهدف كل الشرائح ليكون ذلك ضمن سلوكها المعتاد وهو الأهم على أي حال .