تمنيت من وزارة الصحة قبل أن تقرر القضاء على مستقبل حملة الدبلوم بحجة رفع المستوى أن تتريث قليلا في قرار لم تتجرأ دولة من دول العالم الأول والمتفوقة صحيا على اتخاذه، فتشريد عشرات الآلاف من أبنائنا حملة الدبلوم الصحي لا مبرر له سوى الاستعراض الإعلامي، عندما صدر القرار قبل سنوات حامت حول رأسي عصافير صغيرة مثل التي تحوم حول رأس القط عندما يقع فريسة لمكر الفأر في المسلسل الكرتوني «توم وجيري»، لأن هناك ما هو أهم وأولى بالقرار إن كانت الحجة رفع مستوى الخدمات الصحية، لأن الذين تضرروا هم أبناؤنا حملة الدبلوم، أما المعاهد فكل ما فعلته هو تحويل اللوحة من معهد إلى كلية صحية، وها هي السنوات تمر وحال الخدمات الصحية لم يتغير. إن كانت وزارة الصحة تريد رفع الخدمات الصحية فعليها ألا تستعرض عضلاتها على الحلقة الأضعف، وهم أبناؤنا، بل كان الأجدر بها أن تلفت إلى إقفال المعاهد الصحية الرديئة من خلال اختبار خريجي هذه المعاهد، وليس إقفال الجميع ومعه إقفال الباب أمام عشرات الآلاف من أبنائنا، تعبنا ونحن «نردح» في مقالاتنا، نتمنى من وزير صحتنا الفاضل وهو الذي نحسبه أنه رجل صلاح يتقي الله في عمله ولا نزكي على الله أحدا، أن يعيد النظر في قرار يشرد أبناءنا وأن يحاول النظر إلى الطرف الذي تضررت عيناه الاثنتان، فهو في هذا القرار قد نصر أصحاب العين المتضررة الواحدة وترك من تضرر بصره كاملا!