مسيرة للإرهاب في أكفان سوداء يلفها الجهل والضلال مدفوعة بنزعات تكفيرية كانت وما تزال من صناعة أولئك الذين أعادوا كتابة قصة الخوارج بممارسات خارج حدود العقل البشري. وذلك في أحداث اغتالت المبادئ الإسلامية والإنسانية في دور العبادة وخارجها.. ونصبت كمائن ضد أمن الأمة وسلامتها وضد معتقداتها وذلك في منهج تطويري للحرب على الإسلام.. وهو منهج بأدوات متعددة وأساليب لم تكن يوماً في محطات ولا حجم العدوان على عقيدة أمر الله بها عباده وحدد فيها نبي هذه الأمة سنته التي لا ضلال بعدها حيث تستند إلى ما نزل عليه صلى الله عليه وسلم من آيات الوحي وأسباب النزول. وإذا كان الإرهاب الذي تمدد في السنوات الأخيرة من مكان إلى آخر في توزيع للفتنة والتحريض على المزيد من العدوان على الآمنين والركع السجود في أحدث تطوير "للعنة" الجهل الآثم أقول: إذا كان ذلك قد وصل إلى هذه المرحلة الحقيرة في سلسلة الحرب القذرة للخوارج: فان ذلك في نظري سيكون نهاية. بل انتحاراً للإرهاب وخطابه. حيث سيشكل العدوان على المساجد واستهداف كل المذاهب اعترافاً حقيقياً بأن الهدف هو الإسلام لأولئك الذين عقدوا العزم على حربه نيابة عن الأعداء. وفي تفوق من الداخل لا يمكن أن يفكر فيه الاعداء المفترضون. ومن ثم فان ما حصل في مسجد عسير يضيف نفس العمل المشين الذي حصل في مساجد في الشرقية والكويت وهو ما يؤكد أن الحرب ليست مذهبية.. ولكنها شاملة ضد الإسلام والمسلمين ومعتقداتهم كما أن تطوير العدوان سيعمل على توحيد الصفوف لشعوب منطقة الخليج وأمن ووحدة المملكة العربية السعودية. بل وتقوية العقيدة الإسلامية الصحيحة والتأكيد على محاربة الفكر الضال. كما أن التحريض على اعتناق ذلك الفكر سوف لن يجد مكاناً في قناعات أولئك الذين كانوا "زبائن" لقيادات التكفير وذلك بعد انكشاف الجرائم الكبرى التي تجسد الخطر الذي بدأ ضد كل مبادئ هذه الأمة منذ فترة طويلة.. تفاقم في مشهده المؤلم خلال السنوات الأخيرة. فاضحاً نفسه في الإعلان المباشر للطغيان والخروج عن كل المعاني الدينية والإنسانية. أعيد وأكرر .. بل أجزم أن المرحلة القادمة ستكون أكثر انكساراً وغياباً ودحراً للفكر الضال بعد كل هذه الأساليب في المنهج والتطوير ليكون حادث مسجد عسير بمثابة انتحار لمستقبل الإرهاب. ليس بقوة الأمن فحسب ولكن بقوة القناعات في الرفض.. وردة فعل من كان قد تم التغرير بهم.