حل القاصان السعودي حسن البطران والقطري جمال فايز ، ضيفين على منتدى الحروف (نسخة الدوحة) التابع للجالية السودانية في الخيمة الخضراء لمركز أصدقاء البيئة في أمسية أدبية تخللتها قراءات قصص قصيرة وقصيرة جدا من كتابات فايز والبطران، وأدارها الطيب بشير. في بداية الأمسية، قدم مسير الجلسة نبذة عن منتدى الحروف، نسخة الدوحة، مرحبا بضيفي المنتدى ومقدما تعريفا لهما. وكان أول المتحدثين، القاص حسن البطران، الذي تقدم بشكره لمنتدى الحروف وقرأ نصوصا قصيرة على ثلاث مراحل من قبيل: يرى في نفسه خيالا، تزاحم، نزاهة، جزيرة، غاوية، بلل يبحث عن غطاء، شمعة لا تضيء، أسقف ليست صلبة، هالة، أقمشة، أصابع قريبة من الجنة، ذباب وظل ومزمار، ثقوب شباك نافذة، رداء، وتشابكت الأيادي في السماء، فتوى، صوت أسود، وطني، قصاصة تائهة. وأسمع القاص جمال فايز الحضور قصة العيد من مجموعته «الرحيل والميلاد»، ثم أتبعها ثانية ب «بويبات الباب الخشبي»، مختتما بقصة تحكي عن الجرح الفلسطيني، إذ إن تعلُّق جمال بالقضية الفلسطينية يعود لسنوات طفولته، حيث كتب أول قصة عن فلسطين عام 1988. وبين القراءات القصصية، خصص حيّز وافر لنقاش القصة القصيرة وتوقيت دخولها للوطن العربي والدول العربية التي نمت فيها نبتتها الأولى، فضلا عن الحديث عن خصائص القصة القصيرة الخليجية والمشترك بينها وبين الرواية حيث شارك فيها بتدخلات غنية، كل من الدكتور والروائي أحمد عبدالملك والشاعر راضي الهاجري والروائية والإعلامية السودانية ليلى صباح وعدد من الحضور. وتجاوب القاصان مع المداخلات التي جاءت تارة على شكل تساؤلات وأخرى من أجل الإغناء. وقال الدكتور أحمد عبدالملك إن القصة القصيرة جدا أصلها من اليابان (الهايكو الياباني)، لافتا أن القصة القصيرة للقراءة وليست للإلقاء. مبرزا أن القصة القصيرة تغني عن السرد، لكن في القصة القصيرة هناك تركيز على الومضة. وحول شعرية القصة، أوضح الدكتور عبدالملك، أن في المعلقات نجد القصة مثل امرئ القيس وغيره. وقال إن التحول بعد مرحلة الغوص وظهور النفط تغيرت القصة فضلا عن دخول الألفاظ الأجنبية للغة القصة، مما حال دون انتشارها في المغرب العربي مثلا. وذكر المتحدث، أن القصة طرقت مواضيع شتى من قبيل العلاقة مع الحاكم، والقدر، والزواج القهري والتحول الاقتصادي والمعلوماتية. فيما رأى حسن البطران، أنها (القصة القصيرة) جاءت من أميركا اللاتينية، وكانت موجودة في الموروث العربي وانتشرت في دول المغرب والجزائر وتونس وانتقلت إلى سوريا والعراق، وفي مصر دخلت في الفترة الأخيرة. ووافق البطران ما ذهب إليه أحمد عبدالملك من أن القصة ليست منبرية. وأسرّ البطران أنه في قصته يبتعد كثيرا عن المفردة القاموسية ويستعيض بها عن اللغة السهلة المتداولة. وذكر جمال فايز، من جهته، أن للقصة تعريفات شتى، موردا تعريفا لفؤاد قنديل في هذا المجال. وشدد جمال فايز على خصائص القصة وهي أركانها وأجملها في: عنصر الدراما والتكثيف والموقف، لافتا أن الرواية سحبت البساط من الأجناس الأدبية الأخرى بفعل إقبال الجمهور عليها بسند واضح للإعلام. وفي ذات السياق، أشار فايز إلى أن أركان القصة مشتركة ما بين القصة القصيرة جدا والرواية. وتساءلت الروائية ليلى صلاح، هل هناك سمات خاصة بالقصة القصيرة الخليجية. وأوضح جمال فايز، أن منطقة الخليج على الساحل، يلتقون في الكثير من العناصر المشتركة.