قال الدكتور عبدالله بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم إن شبابنا يمر هذه الفترة بمنعطف فكري خطير يتم تجاذبه من عدة أطراف داخلية وخارجية، الأمر الذي أدى بأن يستغل أصحاب الفكر الإرهابي بعض شبابنا بتلك الأفكار المنحرفة الغريبة على مجتمعنا والبعيدة عن مناهجنا، وعن تعاليم ديننا ولاشك أن هذا خطر يهدد المجتمعات ويجب التنبه إليه والوقوف ضده وتحصين شبابنا من هذا الداء الخطير، وحينما نتلمس هذا الخلل نجد أن الجميع يشترك فيه الأسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع حتى وقع بعض شبابنا فريسة لهؤلاء الذين ينفذون أجندة خارجية، الهدف منها النيل من أمننا وعقيدتنا. وأضاف الدكتور بصفر أن هؤلاء المجرمين خلقوا لدى هؤلاء الشباب التشكيك في دينهم وعقيدتهم وعلمائهم، وبالتالي الحقد على مجتمعهم والنيل منه لأن هناك ازدواجية بين ما يعيشه الشاب في مجتمعه الذي يطبق شرع الله قولاً وعملاً وفق تعاليم دينه الصحيح وبين ما أخذه من الكتب والمصادر والمراجع المنحرفة، مما يولد لدى الشباب اضطراباً في الشخصية يجعله سهلاً وأداة ينفذ من خلالها ما يطلب منه، وهذا نلمسه لدى الكثير ممن تم القبض عليهم أو الذين فجروا أنفسهم، وهؤلاء كانوا قبل أن يلتحقوا بأصحاب الفكر المنحرف أسوياء، ولكنهم بعد أن التحقوا بهم وتبادلوا معهم تلك الأفكار واحتضنوهم بدأ يظهر عليهم التغيير كلما تعمقوا في تلك القراءات والأفكار المنحرفة حتى ينسلخوا من العقيدة الصحيحة، وبالتالي يتحولون إلى عدوانيين ومضطربي السلوك على مجتمعهم وحتى على أقرب الناس إليهم, فمنهم من سعى لقتل أباه ومنهم من قتل أخاه أو خاله الذي رباه ورعاه مما يؤكد مسح عقول هؤلاء الشباب لدرجة متدنية. وأكد بصفر أن الجماعات الإرهابية المتطرفة أفلست فكرياً وعملياً بعد أن انكشف أمر مخططاتها الظلامية الساعية إلى هدم كل ما فيه خير للأمة، فباتت تبحث عن أعمال عشوائية لعلها تحرز بها مكاسب نوعية، لكن رجال الأمن السعودي كانوا لهم بالمرصاد، ولن ينجحوا مجدداً في ترويع وإرهاب الآمنين في أرض الحرمين، وسيستمرون من فشل إلى آخر حتى يمحى هذا الفكر المقيت ومروجوه الإرهابيون من صفحات التاريخ بإذن الله تعالى. وأشاد فضيلته بأداء رجال الداخلية إثر الإعلان عن تفكيك الخلايا الإرهابية التابعة لداعش والقبض على 431 ممن ارتبطوا بالتنظيم الإرهابي, وبكفاءة ويقظة وشجاعة رجال الأمن السعودي بمتابعة ورصد والقبض على الخلايا الإرهابية التي كانت تستهدف أمن الوطن وقال إن جهود رجال الأمن بالقبض على الإرهابيين دليل على يقظتهم وحرصهم على أمن البلاد, وقد اسفرت تلك الجهود المباركة على الإطاحة بتنظيم مرتبط بداعش الإرهابي التي كانت تستهدف إثارة الفتن الطائفية وشق اللحمة الوطنية وإشاعة الفوضى, وإن جهود رجال الأمن وقدرتهم وحسمهم سيكون بالمرصاد لكل من يحاول العبث بأمن هذا الوطن العزيز, وأكد أن هذا الإنجاز يعد مفخرة وطنية يفخر بها أبناء المجتمع السعودي ومن يقيم على هذه الأرض المباركة التي جعلها الله قبلة للمسلمين من مشاق الأرض ومغاربها.