من المقبول أن تجعل شخصا مدمنا على عادة سلبية يقلع عنها، وذلك بعد محاولات وطرق عديدة، إلا أن المدهش أن تستطيع تحويل عاداته التي قادته إلى عالم "الإدمان"، وأضرته ومجتمعه إلى طاقة إيجابية تبعث الأمل، وتقدم نشاطات تعود عليه وعلى بيئته بالنفع. تجارب مستشفى الأمل بجدة مع متعافي الإدمان، والتي تم طرحها ضمن فعاليات "رمضاننا كدا2″ بالمنطقة التاريخية بجدة، تعكس جانبا من الابداع قدمه المتعافون على شكل لوحات تشكيلية متفاوتة في الأبعاد النفسية التي يحملها كل فنان، وكأن تلك اللوحات تحكي بشكل مقتضب المرحلة السلبية التي عاشها المدمنون، وأرادوا من خلالها إخراج ما في نفسهم على بهيئة لوحات فنية، تحمل في طياتها تحذير الآخرين وبخاصة من المراهقين والشباب أن يقعوا ضحية لإدمان المخدرات."العلاج بالعمل" هي فكرة ابتكرها مستشفى الأمل بجدة، للاستفادة من إمكانيات المدمنين، وتحويل طاقاتهم السلبية إلى نشاطات ايجابية، بحسب مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بمستشفى الأمل بجدة نايف العلي.وأوضح العلي أن مشاركة المستشفى في فعاليات "رمضاننا كدا2″ عبارة عن تقديم لوحات تشكيلية ومجسمات ينفذها أشخاص متعافون من الإدمان، تمثل نافذة توعوية فنية للمجتمع، مشيرا إلى أن المستشفى لديها قسم بالتوعية الصحية وتنفذ من خلاله جميع الحملات التوعوية. وقال:" إن المدمن بعد انتهائه من مرحلة العلاج، بعد الكشف الطبي وتجاوز الاختبارات، ووصوله إلى مرحلة التعافي من الإدمان، يتم التواصل مع مجموعة كبيرة منهم وتأهيلهم بدورات تدريبية، لتقديم أعمال فنية، ولوحات توعوية تصلح لعرضها في مثل هذه الفعاليات". وأفاد العلي بأن المستشفى استقطبت للفعاليات فريق عمل مكون من أخصائيين نفسيين واجتماعيين، إضافة إلى مرشدين متعافين سيشاركون بالتناوب طيلة فترة الفعاليات، مبينا أن الهدف في العشرة الأيام الأولى هو التوعية العامة، وبعد ذلك سيتم الاستعداد لليوم العالمي للمخدرات الذي سيوافق الثالث عشر من رمضان، وتفعيلة بشكل واسع في "رمضاننا كدا2″.