عندما تستخدم الدول نقاط القوة لديها وتغازل بها الآخرين كلاً حسب احتياجه، فإن هذا التصرف يعتبر من الذكاء السياسي الذي تمارسه الدول لتحقيق مصالحها الوطنية، هذا الذكاء يكون فاعلاً عندما تلعب (كروت) اللعبة السياسية بشكلها المطلوب حيث تجتمع الملفات المؤثرة بمختلف أنواعها الاقتصادي والعسكري بحكم أنهما العنصران الأكثر تأثيراً في اللعبة. في كرة القدم يتهيأ الفريق نفسياً ولياقياً وتدرس نقاط ضعف وقوة الفريق المقابل وطريقة اللعب التي يفضلونها وكيف يتم تغييرها أثناء المباراة، نفس الحال لابد أن يتبع في السياسة مع بعض الاختلافات، في السياسة الدقة في تحقيق النتائج تكون أكبر منها في كرة القدم لأن المفاوض لا يتصرف وهو يجري وضغط دمه مرتفع كما يفعل اللاعب، ولهذا من أهم الأدوات التي تكسب الذكاء السياسي التأثير تأتي في المقدمة مهارة المفاوض ومدى معرفته التفصيلية أو حتى إذا تطلب الأمر التشغيلية لما يتفاوض عليه للتمكن من وضع بدائل مستمرة. لهذا لابد أن يتم اختيار المفاوضين بعناية تقدم المهارة على أي شئ آخر وهذا يتطلب تفصيل وصف وظيفي لهذا العمل الذي يعقد عليه الأمل يتضمن كشكول معرفة اقتصادية، قانونية، تاريخية، استراتيجية ..الخ ومهارة في لغة الأرقام تمكنه من تحويلها إلى مواد جاذبة بدعم سياسي لا يستثني أحداً في التحاور بل يذهب لمن لا يتوقعه وقد يعارضه والغرض تحقيق المصلحة. نحن في مرحلة تتطلب أساليب برغماتية متطورة تتطلبها اللعبة السياسية الحالية، ويجب التأكد من مهارة ولياقة المفاوضين من خلال مناورات ودية تظهر المهارات الفردية عند المفاوض بحكم أنه من سيتصرف داخل الملعب وأخطاؤه قد تسبب خسارة المباراة والدوري، إختيار المفاوضين يحتاج لعمل وطني محترف لا يعطي أي استثناء لغير المؤهلين ليس بالشهادات فقط ولكن بالمهارات وحب الوطن ولا مكان لعاطفة اسم العائلة أو طول مدة العمل الدبلوماسي. العالم يتغير بشكل متسارع وبالذات في منطقتنا العربية التي تمر بمرحلة عصيبة تتطلب مختلف المواجهات والتي أغلبها تبدأ وتنتهي بمفاوضات، ولهذا يظهر التأثير الفعال لمهمة المفاوض الذي يقوم بعمل مفصلي قد يخلف المسار في وضح النهار بسبب طريقة التعاطي قبل وأثناء الحوار، هنالك فنون علمية وخبرات عملية في التفاوض تتطلب أحياناً مخالفة المألوف والتفاوض حتى مع (الحلوف) لأن مقياس النجاح يكون فقط بالنتائج وليس بمدى تطبيق الأعراف الدولية التي أول من يكسرها هو من وضعها عندما يقوم بمهمة صانع اللعب في المباريات السياسية. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا