تتردد كثيراً كلمة الصيام والصوم بمعنى واحد لدى غالبية الكتَّاب ووسائل الاعلام والاتصال الفردي أو الاجتماعي بمختلف صنوفها دون التمييز ما المقصود لغة بهما رغم أن مصدرهما واحد، وهو كلمة صام يصوم صوماً وصياماً .. صام من باب قال وصوَّم – بالتشديد – تعني صُيَّم. معناها في اللغة: الامتناع عن الطعام والشراب والكلام والعمل أو نحوها وتعني أيضاً الامتناع عن الاكل والشرب في اوقات معينة من السنة واليوم. وخاطب الله عز وجل مريم عليها السلام في قوله تعالى "فكلي وأشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً". والصوم ركن من أركان الاسلام الخمسة لقوله صلى الله عليه وسلم "بني الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله وان محمداً رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلاً". وقال ابن عبيدة: كل ممسك عن طعام وكلام أو سير فهو صائم. وقد فرض صوم رمضان بعد مضي ليلتين من شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة. والاصل فيه قوله تعالى "يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم". واما الصيام في معناه الشرعي: الامساك عن كل شيء يعد مفطراً كالأكل والشرب والجوارح من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. والصيام في الاسلام لا يكتمل الا مع الصوم لقوله صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجري به والصيام جنة فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد فليقل إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان، إذا أفطر بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" وفي رواية: (يترك طعامه وشرابه، وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصيام لا رياء فيه" والمراد به أن العبادات يمكن مشاهدتها من قبل الكافرين. أما الصوم الذي يمسك فيه الصائم طوال النهار فليس في طوع أحد مشاهدة ذلك الا الله سبحانه وتعالى.