عندما يكون الشاب أو الفتاة في مقتبل العمر، ويخطون أولى خطواتهم نحو محاولة الصعود والارتقاء، وفي وسط مسيرتهم التعليمية، بل خلال رحلتهم الحياتية برمتها، يعترض طريقهم البعض ممن يصدر أحكاماً قاسية غير مبررة، أو يلقي كلمات غير محسوبة النتائج وكأنها الفيصل الفصل في مستقبل هذا أو ذاك. البعض يعتقد أنه يملك الفراسة، وأنه يمكنه التنبؤ بمستقبل الآخرين وبمدى ما سيقدمونه في الحياة من تميز وبما سيحققونه من نجاح أو حتى إخفاق وفشل، فيأتي أحدهم ويقول للشاب من الأفضل لك أن لا تتعب نفسك فأنت لا فائدة ولا مستقبل لك، يقول هذه الكلمات وفق حالة أو موقف مر به أو رؤيته لخطأ ارتكبه هذا الشاب، أو حتى دون أي من هذه العلامات فقط يخرج ما في قلبه، ويأتي هذا المستقبل ليكون هذا الشاب في أفضل حال. لكن ليست هذه المعضلة، لأننا جميعاً نتفق أن المشكلة الحقيقية تكمن في تكسير مجاديف الطموح لدى هؤلاء المقبلين على الحياة، وتحطيم حماسهم، وإن كانت كتب التاريخ تذكر الكثير من العلماء الذين أثروا البشرية بالمخترعات والاكتشافات. وإن هناك من سبق وتنبأ بأنهم فاشلون، لكنهم أثبتوا العكس. أيضاً هناك نماذج ولعلها الأكثر تم تحطيمها دون مبرر، لأنهم صدقوا ما وجه لهم من كلمات تقلل من جهدهم وذكائهم وبأنهم متبلدون وفاشلون، فنكسر طموحهم وانثنت عزيمتهم .. ولفتياتنا وشبابنا، لا تصدقوا من يزعم رؤيته للمستقبل.