بتفاؤل حذر مشوب بلا مبالاة من قطاع واسع من الشعب السوداني تم تنصيب البشير لولاية جديدة مدتها خمس سنوات لتضاف إلى رصيده في حكم البلاد منذ الثلاثين من يونيو من عام 1989م. ومرد الفتور إلى أن غالبية الشعب قد ملت من الوعود الجوفاء وتخبط السياسات والانفلات الأمني والمناكفات السياسية واتساع الثغرات التي ينفذ منها أعداء الوطن لتخريبه وتدميره وبث الكراهية وإذكاء روح القبلية والعنصرية في كافة مكوناته مع فشل النخب الحاكمة في التصدي للمهددات بكل الحزم والعزم. فقد شهدت الفترة قبل انفصال الجنوب انتعاشاً في حركة الحياة والتنمية بعد معاناة معيشية خانقة إلا أن الانفصال أخذ معه نسبة 85% من إنتاج النفط للدولة الوليدة ليتراجع نصيب الوطن الأم من الإنتاج النفطي إلى 120ألف برميل يومياً أو يزيد قليلاً مع توقع دخول المزيد من الحقول دائرة الإنتاج. ومن نعم الله على الشعب السوداني أن سخر له مورداً آخر تمثل في الذهب حيث انتشر التنقيب الأهلي في معظم الولايات لتتبعه الشركات من جميع أنحاء العالم ولعل البشرى التي جاءت في خطاب البشير لحظة تنصيبه في المجلس الوطني كانت عن احتياطي الذهب المكتشف الذي فاق كما قال8000 طن بقيمة تساوي 330 مليار دولار سيتم كما جاء في الخطاب تسخيرها لاستكمال مشروعاتِ النهضة الكبرى وتحقيق الرخاء الاقتصادي والتعامل اقتصادياً مع العالم الخارجي. مايريده الشعب الآن أن يفي الرئيس المنتخب بوعوده وبرنامجه الإنتخابي وأن يكون الاختيار موفقاً لمن سيتولون المسؤولية من الوزراء والولاة وغيرهم لتكون السنوات القادمة حبلى بالخير والرفاه وأن يعم السلام أرجاء البلاد ليتوافق الجميع على دستور دائم ينهي جدلية الهوية وتوزيع الثروة والسلطة مع علاقات متميزة مع الأشقاء والأصدقاء وتشجيعهم على الاستثمار للاستفادة من الموارد المادية والبشرية الهائلة في الوطن الغالي. كل أملنا في أن تكون الفترة القادمة بعون الله وتوفيقه مصبوغة بالعمل الجاد والجهد الصادق وتقبل الرأي الآخر لمصلحة الشعب والوطن حتى لا نغوص مرة أخرى في وحل الخلافات والأنانية والنزعات العنصرية لنرسم من جديد صورة السودان والسودانيين التي عرفها العالم من قبل.