رأس صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، مستشار خادم الحرمين الشريفين ، أمير منطقة مكةالمكرمة ، في مكتب سموه بجدة أمس اجتماع المجلس الأعلى للمرصد الحضري بجدة . وأستعرض سموه خلال الاجتماع الذي حضره صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد ، محافظ جدة ، إنجازات المرصد ، وأهم المؤشرات ، وقيم المقارنة مع المدن الأخرى ، واستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS) ، إلى جانب مناقشة التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، شملت التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية ، وتوفر الخدمات الأساسية والإسكان والإدارة البيئة . وأوضح معالي أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبو رأس ، أن المرصد الحضاري بجدة ، يعد من أوائل المراصد الحضرية على مستوى المملكة ، ومكملا لتوجه الأمانة نحو دعم وصياغة السياسات التنموية الفاعلة ، في تطبيق نظم المعلومات الجغرافية الحديثة ، التي تتيح توفر المعلومة على المستوى المكاني بشكل مفصل ، لافتا إلى أن المرصد الحضري حقق – فضل الله وتوفيقه – نتائج إيجابية وفعاله لنشاطه ، نال على إثرها جوائز دولية تعد اعترافاً علمياً وعملياً ، مضيفا أن تقرير المرصد تضمن تفاصيل وتحليل المؤشرات الحضرية ، التي هدفت إلى استدامة العمل التنموي وفق ما هو متعارف عليه دولياً ، من حيث طريقة ومنهجية حساب المؤشرات، مشيراً إلى أن ما تحقق من نجاح يعد ثمار مبدأ المشاركة مع جميع الجهات المعنية في القطاعين الحكومي والقطاع الخاص ، ومؤسسات المجتمع المدني والمواطنين ، ما ساعد في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة لمدينة جدة . من جانبه أوضح المدير الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية لدى دول الخليج العربية ، الدكتور طارق الشيخ أن أعمال المراصد الحضرية ومؤشراتها ليست فقط للدلالة على التطور ، ولكن لأهمية دعم القرار التنموي على مستوى المدينة بمعلومات واضحة ليس فيها لبس حول أولويات السكان بالمدينة ومدى كفاءة وجودة الخدمات واستخدامات الموارد سواء الطبيعية أو البشرية أو المالية. وبيّن أن المراكز الرئيسة لنمو الاقتصاد والسكان واستهلاك الموارد، تقدر مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 75% ، لافتا إلى أن عدد سكان المدن في العالم تعدى حاجز ال 3.5 مليار نسمة في عام 2014 م ، متوقعاً أن ينمو عدد سكان المدن ليصل إلى نحو (5) مليار نسمة ،أو ما نسبته (60%) من إجمالي سكان العالم بحلول عام 2030م ، وتستهلك المدن نحو 67% من استهلاك الطاقة العالمية ، المساهم الرئيس في التغير المناخي. ونوه بالإحصاءات السكانية السعودية التي تشير إلى أن عدد المدن قفز من (58) مدينة عام 1963م إلى (258) مدينة عام 2004م، ما يعني أن عدد المدن تضاعف أكثر من أربع مرات خلال 30 سنة الماضية ، فيما تشير بيانات التعداد العام للسكان والمساكن في المملكة لعام 1431ه إن هناك أربع مدن مليونية ، الرياض (5,2) مليون نسمة، وجدة (3.4) مليون نسمة، ومكةالمكرمة (1.5) مليون نسمة، والمدينةالمنورة (1.1) مليون نسمة ، مشيراً إلى أن عدد المدن التي يزيد عدد سكانها عن (500) ألف نسمة ، مثلت مدن الدمام، و الهفوف ، والمبرز، والطائف، وتبوك، فيما بلغ عدد المدن التي يزيد عدد سكانها عن (100) ألف نسمة 19 مدينة، وشكل عدد السكان القاطنين في المناطق الحضرية نحو 85% من إجمالي سكان المملكة. ولفت الانتباه إلى أن الإستراتيجية العمرانية الوطنية التي أطلقتها المملكة عام 2000م ، شكلت استجابة للتوقعات المتمثلة في زيادة معدلات الكثافة السكانية ، بهدف الحد من مظاهر الزحف العمراني ، ما عزز في عمليات التنمية العمرانية المتوازنة وحماية البيئة ، إضافة إلى تركيز الإستراتيجية على إنشاء محاور تنموية (في مناطق شرق، ووسط وغرب المملكة) إلى جانب إنشاء الاستثمارات الموجهة نحو المناطق الأقل نموا وتطورا، عدا عن تحديد بعض المدن ذات الإحجام الصغيرة والمتوسطة باعتبارها ، مراكز إقليميه لعمليات النمو. وأشار إلى أن مدينة جدة شهدت وتيرة نمو متسارعة ، أنجزت المدينة حاليا خطتها الإستراتيجية لتوجيه عمليات التحسين الواسعة في مجال البنية التحتية، وتعزيز المستوى المعيشي ، واستغلال إمكاناتها كمركز في السوق العالمي والحفاظ على قدرتها التنافسية مع المدن الاقتصادية الأخرى ، بالإضافة إلى تنويع قاعدتها الاقتصادية من خلال قطاعات السياحة ،والنقل والخدمات اللوجستية ، والتعليم والرعاية الصحية والتمويل وقطاعي تجاره الجملة والتجزئة. وأفاد الدكتور الشيخ أن برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية ، وضع مدينة جده في مصاف المدن التي تعمل بجدية نحو تحقيق أولويات الأجندة الحضرية الجديدة للتحضر المستدام من خلال جهود التخطيط الاستراتيجي والتنمية الحضرية المستدامة.