أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، أن مشروع مركز التكامل التنموي ينطلق من الكعبة وإليها، ويسعى لتثبيت الشراكة التنموية التوعوية للقطاع الخاص والمجتمع، ما ينعكس إيجابا على المنطقة في سبيل بناء الإنسان وتنمية المكان. وأشار إلى أن مكةالمكرمة ستكون دائما في العالم الأول من خلال بناء الإنسان وتنمية المكان. جاء ذلك خلال تقديم معاليه مقترح " مشروع من الكعبة المشرفة " في ورشة العمل الأولى لبرنامج التكامل التنموي الذي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل , مستشار خادم الحرمين الشريفين , أمير منطقة مكةالمكرمة والتي تستمر لمدة يومين في مدينة جدة . وتضمن اقتراح معاليه مشروع تنموي وطني ينطلق من الكعبة وإليها , يسعى إلى تفعيل الشراكة التنموية بين القطاعين الحكومي والخاص وكذلك المجتمع , من خلال إطلاق المبادرات بما ينعكس إيجابا على المنطقة , من أجل بناء الإنسان وتنمية المكان , لتكون منطقة مكةالمكرمة أنموذج تنموي للعالم الأول . وأستعرض معاليه مجالات الشراكة (التكاملية) التنموية وهي البرامج والمشاريع التنموية التأهيلية والتدريبية , والبرامج والمشاريع الوقائية والعلاجية , وإدارة المراكز التنموية التكاملية , والأنشطة التي تتوافق مع سياسات الأمارة في الشراكة التكاملية التنموية . وأضاف معاليه أن معطيات مشروع الشراكة التكاملية التنموية وسبب اختيارها هو لربط المؤسسات والأفراد بمفهومها , لتحقيق أهدافها , وانطلاقا من الكعبة إلى باقي مدن ومحافظات المنطقة , ولإرساء وتعزيز توجه الإمارة الداعي إلى التفاعل والتواصل بين القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة في إحداث العملية التنموية الشاملة بما يعمق من الثقة المتبادلة بين هذه القطاعات , ولبلورة مفهوم الشراكة التكاملية التنموية ونشرها والتعريف بها كمنهج جديد , وإيجاد بيئة تفاعلية للتعزيز لمنهج الشراكة , ولإعطاء المؤسسات الأهلية والخاصة الفرصة لتكون بالقرب من القطاع الحكومي في تقديم المبادرات والخدمات ومعالجة الثغرات , ولتوسيع قاعدة تعددية الجهات العاملة في نطاق التنمية دون الركون إلى قاعدة الأحادية في العمل التنموي , بما يؤدي إلى سيادة علاقة شراكة فعلية قائمة على الشفافية والاحترام المتبادل . وبين معالي الرئيس العام أن الجهات المعنية بالشراكة مع إمارة منطقة مكةالمكرمة هي الجهات الحكومية المعنية والمؤسسات الأهلية وفق اختصاصاتها وأهدافها والقطاع الخاص ويتم التعاقد معه وفق السجل التجاري الذي يجيز له العمل في مجالات العمل التنموي والمؤسسات الدولية ذات الخبرة في مجالات العمل التنموي . وأضاف معاليه أن الشراكة (التكاملية ) التنموية والتي نبدأ بإعداد سياستها ودراسة الخطط والبرامج والطلبات المتعلقة بها مع تحديد الآليات ومتابعة تنفيذها والرقابة على مستوى الأداء وتقييمه ومراجعة العقود والاتفاقيات التي تبرمها الإمارة مع أطراف الشراكة والتحقق من مدى مستوى الإنجاز والتواصل مع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والعمل على إرساء قواعد شراكة حقيقية مع هذه الأطراف وتقديم المقترحات والتيسيرات والآراء الكفيلة بتطوير مستوى أداء الشراكة وتقييمه ورفع التقارير إلى الإمارة ومناقشتها وتنفيذ التوجهات والقرارات الصادرة عنها وإعداد دليل استرشادي حول الإجراءات الإدارية والمالية والفنية والقانونية للتعاقدات مع الشركاء واقتراح الدراسات وإعداد التقارير الداعمة للقدرات الواردة . وأستعرض معاليه إسهامات الرئاسة في الشراكة التكاملية التنموية والتي تعمل على جعل مكةالمكرمة بيئة طاهرة آمنة , مفعمة بالروحانية،منطلقا لنشر هدايات هذا الدين، ومنابر توجيه وإرشاد للمسلمين، وصروح هدى للعالمين، لتحقيق مراد الله سبحانه وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم،كما تسعى لأن تكون مكةالمكرمة الرمز العالمي الأول والأساس المكين للعلم والهداية والأمان للعالم أجمع،مستثمرة كافة الإمكانات المادية والبشرية لتحقيق ريادة المملكة في سلوك منهج الوسطية والاعتدال في العالم ، وذلك من خلال الأهداف الآتية : 1. بناء وإبراز الصورة العالمية المشرقة للحرمين الشريفين،وإظهار قيم الإسلام والمسلمين الحقيقية . 2. نشر قيم الإسلام وتعاليمه من خلال الارتقاء برسالة الحرمين الشريفين. 3. العمل على أن يكون المسجدان المعظمان منبراً يتسم بالوسطية والاعتدال في نشر رسالة الإسلام وسماحته مما يعزز مكانة المملكة العربية السعودية . 4. تفعيل أدوار المسجدالحرام والمسجد النبوي الشريف العلمية والإرشادية. 5. إبراز الصورة الحضارية المشرقة لتعاليم الإسلام وأخالق المسلمين. 6. إبراز جهود الدولة رعاها الله فيما تقدمه من خدمات رائدة وجهود عظيمة في الحرمين الشريفين. 7. الارتقاء بأداء الرئاسة وتطوير منظومة أعمالها لتؤدي دورها المؤمل منها بما يحقق تطلعات ولاة الأمر وفقهم الله. 8. تطوير بيئة العمل لرفع مستوى جودة منظومة الخدمات كافة في المسجدين الشريفين. 9. تسخير وسائل الإعلام وسبل الاتصال والتقنية في إبراز رسالة الحرمين الشريفين. ثم ختم معالي الرئيس العام مقترحه بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وسمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة وسمو أمير منطقة المدينةالمنورة على جليل عنايتهم وجميل رعايتهم للحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية على وجه العموم وأثنى على ما تحظى به أم القرى من أميرها المحبوب وقائدها الملهم الهمام في تنمية الانسان وبناء المكان.