في تويتر هذا الأسبوع لفت نظري خبر حرك الرأي العام السعودي طيلة الأيام الماضية بما يشبه الغصة الاجتماعية الممزوجة بمشاعر الألم والخوف والقلق، هذا الخبر هو ما حدث لسيدتين في مجمع تجاري بالخبر تعرضتا لتحرش جنسي من قبل مجموعة من المتسوقين الشباب ، ومكمن الألم ليس في كون مسألة التحرش الجنسي وقعت في السعودية !! فالسعودية العام الماضي سجلت ما يقارب من 2800 حالة تحرش جنسي خلال عام ( راجع موقع العربية نت ) ، والمعنى أننا هنا لسنا في الفردوس الأعلى من الجنة ولن ندعي مطلقاً أننا ملائكة النور التي لا تعصي الله تعالى في السر أو في العلن ، بلدنا بلد كسائر البلدان على هذه الأرض ، ومجتمعنا كسائر المجتمعات ، إنما مكمن الألم أن حادثة التحرش وقعت في مجمع تجاري مكتظ بالناس ، وهو ما لا يمكن أن تجده في البلدان المتحضرة أبداً ، صحيح أن تلك البلدان تسجل حالات عديدة للتحرش وجرائم الاعتداءات الجنسية من حين إلى آخر ، لكنها ليست في الأماكن العامة ، إنما في أزقة بعيدة لا يرتادها البشر ، أو في أماكن قصية جداً مشبوهة معروف عنها خلوها من الناس ، أو في أوقات ليلية حالكة في السواد معظم الناس خلالها قد غطوا في النوم العميق ، إنما في مجمع تجاري شهير !! ومكتظ بالمتسوقين من كافة الأعمار وفئات المجتمع !! ويوجد في كل ركن منه كاميرا للمراقبة تابعة لإدارة المجمع !! ناهيكم عما يحمله الناس من كاميرات خاصة في أجهزتهم الشخصية فلا أظن أن ذلك قد يحدث في أي بلد حر ومتحضر في العالم ، مستحيل .. فالأماكن العامة لديهم هي أكثر الأماكن أمنا وطمأنينة ، كاميرات مراقبة تحيط بك من كل جانب .. وأناس يهبون لنجدتك إن ألم بك مكروه .. أو على الأقل شهود عيان يمكن لك الاستعانة بهم متى دعت الحاجة لإثبات حق لك أو نفي تهمة عنك ، لذلك حينما رأيت واقعة التحرش الجنسي الموسومة ب " هوشة في مجمع تجاري بالخُبر " على تويتر أسفت وتألمت بل وشعرت بالضيق يملأ صدري ككثير من المغردين الذين توالت تعبيرات امتعاضهم على تلك الواقعة المؤسفة ، لكن السؤال هنا .. لماذا حدث هذا التحرش على رؤوس الأشهاد هكذا !! كيف يمكن تفسير حدوث مثل هذا الاعتداء بين ظهراني الناس ؟ الجواب أظنكم جميعاً تعرفونه ؛ إنه غياب قانون التحرش الجنسي عن المشهد برمته ؟ فالذي يأمن العقوبة لن يكترث لكاميرات المراقبة التي تملأ المكان .. ولن يأبه بفلاشات أجهزة الناس التي تومض عليه من كل الجهات !! ولا لوم عليه إن كانت هذه شيمته كلما ذهب للأماكن العامة !! ولا غرابة فيما لو رأينا غيره وغيرهما وغيرهم بعد اليوم مكبراً وسادته كلما صدرت عنهم إساءة أو قلة أدب . @ad_alshihri [email protected]