هناك عدد من الموظفين في القطاعين العام والخاص يعانون من الضغوط النفسية في مواقع العمل المختلفة , مما قد يؤثر على نمط حياتهم وكفاءة أدائهم ويتسبب كذلك في قلة إنتاجهم . بل قد يصل بهم الأمر إلى الشعور بالإحباط ومن ثم الاكتئاب بما ينجم عنه من مشكلات أخرى على المستوى الشخصي والأسري والوظيفي والاجتماعي . وتنشأ الضغوط في الغالب لأسباب عدة لعل أهمها زيادة متطلبات العمل وتحميل الشخص بأعباء أخرى تفوق طاقته , أو نتيجة لسوء توزيع المهام من الرؤساء على المرؤوسين , وقد يكون بسبب نقص الاحترام من الإدارة وعدم تقدير الجهد المبذول . وربما نشأت بسبب خلافات شخصية في جو العمل أو في ظل التحزّبات والتكتّلات السّلبية التي تظهر في بعض الإدارات – مع الأسف الشديد – والتي تولّد الشعور بعدم الارتياح والرغبة في التّخلص من هذا الواقع المرير. وفي كثير من الأحيان تكون نتيجة للرّتابة وعدم التّجديد والتّطوير , كأن يظلّ الموظف في موقعه لسنوات طويلة دون تغيير . أو العمل في بيئة غير مناسبة , مثل الغرف تنقصها التهوية والإضاءة الجيدة , أو العمل في أماكن منعزلة عن الآخرين . ومرّات تتشكّل الضغوط مع عامل الغبن الذي يصيب بعضهم عندما يرون الأمور تمضي حسب العلاقات لا بالاستحقاقات فتذهب التّرقيات والتّرفيعات لغير الكفاءات بل تكون من نصيب من هم أقل كفاءة وعطاء وانتماء للعمل . مما يشعرهم دائما بالبؤس والضيق والملل وأيضا القلق والتوتر يصحبها العجز والكسل والانقطاع والغياب . والحقيقة أنه عندما تكون بيئة العمل على هذا النحو الطارد فإنها ستقودها إلى المشكلات التي قد تؤدي بها إلى الإخفاق وعدم تحقيق الأهداف المنشودة. ومشكلة ضغوط العمل ليست بالمسالة الهينة التي لا يُنظر إليها كما يتصور بعض المديرين , إذ لا يمكن تجاوزها دون وضع الحلول اللازمة من قبل المعنيين , ليس لزيادة كفاءة العمل فقط بل لتجنب ما قد يحدث لمن يعاني منها من آثار نفسية وجسمية وخيمة. والخبراء يرون أن هناك أعراضا تبدو على الأشخاص الذين يعانون من الضغوط يأتي في مقدمتها الصداع النصفي وتعرّق اليدين وجفاف الحلق وغيرها من الأعراض التي يعرفها المختصون , تصل إلى صعوبة النوم وضعف القدرة على التفكير والتركيز . وربما أدت إلى أوجاع وآلام عامة بالجسم ضمن الحيل اللاشعورية للابتعاد عن جو العمل !! وهنا يظل من الأهمية إيجاد الحلول الكفيلة والناجعة لتحسين بيئة العمل لتكون مريحة وجاذبة , ومعالجة مشكلات الموظفين , وإبعاد جو الملل والروتين وتمتين العلاقات الإدارية والإنسانية وإقامة المناسبات وتنظيم الدورات التوعوية والابتعاد عن المحسوبيات والاهتمام بالمنجزات وتشجيع العمل بروح الفريق الواحد. ولا شك أن إنجاز أي شخص لعمله بكفاءة وتحقيق النجاح بتميز سيشعره دوما بالسعادة التي تجنبه ضغوط العمل وهو ما ينبغي الاهتمام به وتعزيزه بكافة الطرق والوسائل لمزيد من التميز والإنتاجية العالية في دائرة العمل وعلى مستوى الدولة عموما.