لقد نادى القرآن الكريم للناس قاطبة ان يتعارفوا فقال تعالى : "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير". من هذه الدعوة الالهية جاءت استجابة الملك سلمان لدعوة الاممالمتحدة خلال ساعات من صدورها بتقديم منحة بمبلغ (274) مليون دولار للبرنامج الاممي لانقاذ الشعب اليمني، وذلك تجاوباً من الملك سلمان لنجدة اخواننا في اليمن المظلوم ورفع الظلم عنهم ومساعدتهم في حاجتهم الانسانية، مؤكدة على ضرورة توحد الكلمة والصفوف في المجتمع الانساني في مواجهة اعداء البشرية المتواجدة في ايران. وجاءت منحة الملك سلمان لدعم البرنامج الاممي للإنسانية في اليمن بمثابة لما تمثله من ثقل انساني وسياسي في العالم فالسياسة الخارجية المتوازنة للملك سلمان تمثل رؤية مملكة الانسانية للأزمة في اليمن والتي تؤكد حق الانسان أينما كان على وجه هذه البسيطة وتنطلق من تشخيص انساني للملك سلمان للأزمة اليمنية ودعوة للمجتمع الانساني للتعارف في هذا المجال. ولهذا فإن الدبلوماسية الانسانية التي ينتهجها الملك سلمان تهدف الى اعلاء صوت العقل والحكمة من منطلق التعاون الانساني للانسان اليمني. لان الانسانية دوماً هدفه .. ولان الحفاظ على الانسان منهجه .. ولان تحقيق التنمية الانسانية في اليمن خاصة والعالم اجمع في مقدمة اولوياته جاء قرار الملك سلمان منح (274) مليون دولار للبرنامج الاممي لمواجهة مأساة الانسان اليمني في الحياة الامثل. من هذا المنطلق جاءت دعوة الملك سلمان فوراً وخلال ساعات من انطلاقها من أجل تخفيف وطأة الازمة الانسانية اليمنية لرسم خارطة طريقة جديدة لتنمية التعاون الدولي الانساني. من هذا المنطلق فان منحة الملك سلمان لبرنامج الاممالمتحدة لإنقاذ الشعب اليمني من معاناته الانسانية لم تعد مسألة ضرورية فحسب ولكنها اصبحت امراً مصيرياً دفاعاً عن وجود الانسان اليمني أمام إصرار المليشيات الارهابية ومن يساعدها. وتقوم فلسفة التعاون الانساني التي تنتهجها مملكة الانسانية على اهمية التعاون من أجل الانسانية قاطبة وانهاء سيطرة الانانية السياسية التي تمارسها بعض الدول على مبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان". إن استجابة الملك سلمان انما تعكس انه مرجعية انسانية ومحورها الاساسي يدعو الى تبني مبدأ (التنمية الانسانية)، اطلقت اجراس التنمية بان الدول المحتاجة لابد ان تكون هدفاً من المجتمع الانساني بقدر من حياة الرفاهية التي تفقدها كما هو الازمة اليمنية الانسانية التي أشار اليها التقرير الاممي الاخير. لقد حققت استجابة الملك سلمان لدعوة الاممالمتحدة للشؤون الانسانية ما جاء به القرآن الكريم التي سبق ذكرها في بداية المقال مما مهد الى بلورتها في عدة نجاحات للعامة ، السعودية الانسانية ظهرت ملامحها بوضوح بعد صدور قرار الملك سلمان بصرف مبلغ المنحة البالغ قدره (274) مليون دولار وسعد الشعب اليمني ورددوا جميعاً بالشكر والحمد وان يحفظ المملكة رمزاً للإنسانية دائماً. اما انعكاسات اسلوب الملك سلمان الانسانية فقد اتضحت في تصريحات الامين العام للأمم المتحدة ومستشارة الاممالمتحدة للتنمية الانسانية بضرورة حماية الانسان اليمني التي اصبح يسطع نورها ويجب ان تدعم العالم أجمع. وتمضي التصريحات المجلجلة داخل الاممالمتحدة وخارجها لتؤكد انه لا يستطيع أحد انكار خطورة السماح للإرهاب الحوثي ومن يسانده على الاستمرار في ارهاب الشعب اليمني أمنياً واجتماعياً واقتصادياً. كل هذه الحقائق والنتائج للقرار الاممي الاخير تسير في خط متوازن مع التأكيد على عمق ايمان الملك سلمان في العناية بالإنسان اليمني وحمايته من الارهاب ورعاية حياته الانسانية وهذا يكفي لتقدير حجم النجاح والثقة الذي تمثله مرجعية الملك سلمان الانسانية التي تعاملت مع الأمر باستيعاب حقيقي لمأساة الشعب اليمني وحجم الجرائم التي يرتكبها الحوثيون والمخلوع ضده وتأثيرها على مسيرة واستقرار المجتمع اليمني الذي يعاني من كثرة جرائم الارهابيين الحوثيين والمخلوع التي ترتكب ضده ليل نهار. لذلك جاءت استجابة الملك سلمان لدعوة الاممالمتحدة بإعطائها المنحة المشار اليها سابقا لتصبح مساهمة في التنمية الانسانية للشعب اليمني وانها خيارٌ استراتيجي طرحه الملك سلمان لمعالجة تداعيات الظلم والعدوان الحوثي والمخلوع. وفي اعتقادي ان توجه الابصار نحو الدور السعودي في المشاركة والمساهمة في تحقيق أعباء الشعب اليمني الخطير والمدمر نتيجة للاستمرار في استخدام القوة، وقد أفرز قرار الملك سلمان المساهمة بذلك حقيقة جديدة في المعادلة السياسية الدولية قوامها تفوق الفلسفة الانسانية على نمط استخدام القوة الذي يمارسه الحوثيون والمخلوع. وفي النهاية أقول ان منحة الملك سلمان لبرنامج الأممالمتحدة لمساعدة الشعب اليمني في مأساته جاءت انعكاساً لشفافية وصحة المرجعية الانسانية للملك سلمان من ناحية القدرة على طرح الحلول والبدائل على قدر من المسؤولية من جانب آخر.