** الدكتور عبدالله مناع الكاتب الصحفي المعروف صلتي به تمتد لسنوات طويلة منذ جئت للعمل (في البلاد) العزيزة وكان هو رئيساً لتحرير (مجلة اقرأ) في هذا الوقت والحقيقة ان الدكتور عبدالله مناع يتمتع بكاريزما خاصة ينفرد بها هو وبعض اصحاب الكاريزمات في مجتمعنا العربي ومنهم في المملكة الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي يرحمه الله وفي مصر عمرو موسى.. وازعم ان الدكتور عبدالله مناع يتمتع بهذه الكاريزما الخاصة وسط كافة الاوساط التي يتواجد فيها بدءاً من أولاد البلد في جدة التاريخية حين يمشي في منطقة وسط البلد الكل يحييه ويعرفه وهو في قلب الاوساط الثقافية والادبية محط انظار الجميع واذكر من سنوات بعيدة ان طلب مني الدكتور عبدالله صادق دحلان وكان في هذا الوقت ملء السمع والبصر بعد الانتهاء من (مبنى غرفة جدة الجديد) في شارع حائل طلب مني الدكتور عبدالله صادق دعوة الدكتور عبدالله مناع لزيارة الغرفة والتعرف على منشآتها الجديدة وبالفعل كنت وسيطاً لهذه الزيارة وقابله الدكتور عبدالله دحلان والمسؤولون في غرفة جدة بحفاوة كبيرة لا انساها. الدكتور عبدالله مناع روى لي فصولا من حياته الدراسية في كلية الطب جامعة الاسكندرية حين ذهب اليها ليدرس (طب الاسنان) وكيف كانت حياته الدراسية مع صديقه الوفي الدكتور محمد سعيد فارسي الذي كان يدرس الهندسة في نفس جامعة الاسكندرية وكيف كانوا يديرون حياتهم المعيشية ويصرفون حتى (اخر جنيه) من مصروفهم ويضطرون الى ربطه حتى لا يصرف، الدكتور عدبالله مناع حين تولى رئاسة تجري مجلة اقرأ جمع من حوله مجموعة من خيرة الشباب الاعلامي للعمل في هذه المجلة الرائدة في هذا الوقت وفد انضم اليها في وقت لاحق الدكتور هاشم عبده هاشم وكان من نجوم اقرأ في هذا الوقت على ما اذكر عبدالله باهيثم (يرحمه الله) ومحمد الفايدي والدكتور عمر يحيى وعدنان صعيدي وخالد البيتي وجلال ابو زيد (يرحمه الله) والحقيقة ان اقرأ كانت تقرأ من الصفحات الاخيرة حيث ادخل فيها (باب لقطات) قصيرة كلها جميلة ومشوقة وتتناول حياة الناس والمجتمع الجداوي. واذكر ايضا ان استاذنا المرحوم محمد حسين زيدان عندما كان يأتي للبلاد لكي يمليّ مقاله عندما يدخل مقر الجريدة بصوته المجلجل المعروف (يسأل اين عبدالله مناع) فيزوره أولاً في اقرأ ثم يأتي للبلاد ليسأل عن الاستاذ المرحوم عبدالغني قستي ليملي عليه واذا لم يجده فعلى الزميل محمد الوزان (يرحمه الله) او عليّ. أعود وأقول ان الدكتور عبدالله مناع اتحفنا بكتابه الاخير تحت عنوان (شموس لا تغيب.. نجوم لا تنطفئ) وهو كتاب ممتع تناول فيه حياة الكثير من الادباء والمفكرين واسمحوا لي ان اعرض لبعض الاسماء التي تناولها في كتابه وكان لي شرف الالتقاء بها في حوارات صحفية ومنهم الاساتذة عزيز ضياء وحمد الجاسر ونزار قباني وعبدالله البردوني ومحمد حسين زيدان وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس وطاهر الزمخشري وكامل الشناوي والشيخ علي الطنطاوي هؤلاء كان لي شرف الالتقاء بهم ولكن كتابه تناول ايضا سيرة العواد واندريه مالرو والبرتو مورافيا وسارتر وحمزة شحاته وفرانسوا ساجان وبحثت في كتابه عن الموسيقار عبدالوهاب الذي يحبه المناع فلم اجده لان له كتابا خاصا عنه وشكرا للدكتور عبدالله الذي امتعنا.