تعدد برامج القنوات الفضائية وما تحمله من ايجابيات وسلبيات ضرب العلاقات الاسرية في مقتل وتباعد بين الاسرة الواحدة في البيت فقد تشعر الزوجة بالفراغ والوحشة وزوجها يتابع القنوات دون الشعور بمن حوله .وقد تثير الزوجة بداخلها الغيرة عند تعليقه على أحد المشاهد بالتلفزيون ، وأيضاً من الجانب الآخر قد تتملكه الغيرة حينما يشعر بأن التلفزيون صار جليس زوجته الوحيد، مما يشعل نيران الغضب والخلافات بينهما أمام الأطفال ، لتبدأ أهم أعمدة في البيت في الانهيار وتشرع أبواب الضياع أمام هذه الأسرة. من خلال اراء عدد من الأزواج والزواجات تسليط البلاد الضوء على هذه التداعيات فكانت المحصلة كالاتي: انتقاء القنوات في البداية قال احمد العرياني تعودت عند عودتي للمنزل بعد عناء يوم طويل من العمل أن آخذ قسطاً من الراحة ومن ثم أتابع القنوات الفضائية إلى جانب زوجتي وأطفالي ، لأن معظم الوقت أقضيه في العمل خارج المنزل بعيداً عنهم، إلا أننا كثيراً ما نختلف في انتقاء القنوات الفضائية فأنا أفضل قنوات الأخبار بينما هي تفضل قنوات الأفلام والمسلسلات واهم شيء ان تتم بعناية اختيار القناة المناسبة داخل المنزل وبين العرياني الغالبية في التفرجة طبعا للأطفال في مشاهدة افلام الكرتون وهذا قد يكون الفيصل بين الزوج والزوجة . الفجوة النفسية بينما تقول (أم مها) لا شك في أن التلفزيون أصبح عاملاً أساسياً في توسيع الفجوة النفسية بين الزوجين، وبعد تعدد القنوات الفضائية، أصبح لكل من الزوجين عالمه الذي يبعده عن الآخر حتى بات الغياب سمة طبيعية بينهما، وقالت كنت لا احتمل غياب زوجي عن البيت ، ولكن بعد وجود القنوات الفضائية المختلفة، صار الأمر طبيعياً بالنسبة لي، ولكن انشغالي بمتابعة مسلسل أو برنامج لساعات طويلة أوجد فجوة كبيرة بيننا. برامج لا أطيق مشاهدتها وتؤكد (أم حنان) ان زوجي ينشغل عنا بمتابعة الأخبار والبرامج الرياضية وخاصة كرة القدم، فأصبحت بين خيارين لا ثالث لهما ، إما متابعة ذات البرامج والتي لا أطيق مشاهدتها، أو الانشغال بترتيب أمور البيت، وفي تقديري إن القنوات الفضائية صارت آفة العصر التي دخلت إلى عالمنا الخاص دون استئذان ومن أوسع الأبواب ، مضيفة أن الغيرة أحياناً تتملكها حينما يشاهد زوجي بعض المسلسلات ويعلق على جمال الممثلات ، وأحاول أن أثنيه عن ذلك ولكن دون فائدة. جميلات الفضائيات ويقول على الغامدي: إن التلفزيون يتسبب في قطع حبال التواصل بين الأزواج ويعكر أحياناً صفو العلاقة الزوجية بينهم فالزوجة تقلقها الساعات الطويلة التي يقضيها الزوج أمام التلفزيون ، مما يشعرها بأن التلفزيون وبرامجه أفضل منها ، الأمر الذي يؤكد أن معظم المشاكل الزوجية سببها التلفزيون ، والاختلاف بين الزوجين في اختيار القنوات التي يفضلها كل منهما ، لذا قررنا أن نعتدل في مشاهدة التلفزيون دون أن نصل إلى مرحلة الخلاف بيننا. سلاح ذو حدين بينما يؤكد عبد الرحمن القرني معلم تربوي. بأن التلفزيون يعتبر أحد الأسباب المهمة في زرع الخلافات وتوسيع الشقة بين الزوجين ، فما يقدمه التلفزيون من مشاهد جاذبة للزوج أو الزوجة يسبب بلا شك الاحباط والاكتئاب للآخر ، خاصة إذا علق الزوج على من يراها أمامه في الشاشة والزوجة في هذه الحالة تأخذها الغيرة الشديدة وتشعر بالتجاهل ، كما أن الزوج من الجانب الآخر قد يغادر البيت لساعات فالتلفزيون قد يتسبب في ضياع لغة الحوار الحقيقية والتي تسهم بلا شك في بناء الحياة الزوجية السليمة، لذا فالتلفزيون سلاح ذو حدين ولابد من الحذر منه. خاصة على صغار السن الذين لايدركون ابعاد ما يعرض على هذه الفضائيات والتي فيها الغث والفائدة تكون هي الاقل ويوضح القرني ان بعض افلام الأكشن مبالغ فيها الى درجة كبيرة في العرض فالجانب المرعب يصل الى تخويف الاطفال ويزرع في نفوسهم المخاوف من مايشاهدونه مع اسرهم البتي قد لاتعطي هذا الجانب اهمية بماقد يحدث في نفسيات وسلوك الاكفال مستقبلا. الاعتدال في المشاهدة ويشير احمد العلاوي ان القنوات الفضائية لها فوائد ومخاطر ومن يحد ذلك هو الشخص من حيث انتقاء القنوات المفيدة واضاف العلاوي ان هذا العصر الفضائي والغزو التكلونونجي الاخير اصبح هدف هذا الجيل الجديد لكن لابد من المتابعة والمراقبة للأبناء وعدم الجلوس ساعات طويلة امام التلفاز او الاجهزة الإلكترونية الاخرى التي هي اكثر خطورة على النشء من الفضائيات . وكما ان متابعة الفضائيات الحق الضرر بالجميع من حيث السهر الطويل لمتابعة ما يعرض وخاصة لعشاق كرة القدم بعض المباريات تبث في اوقات متأخرة في منتصف الليل وبلاسك لها عواقب وخيمة على الشخص وخاصة طلاب المدارس. كما نصح المعلم التربوي مصلح الخديدي كافة الاسر بعدم المبالغة في المشاهدة بجانب الاطفال الصغار الذين قد يتعرضون للخوف من بعض اللقطات التي فيها عنف في المسلسل اوعاطفي ويفترض في مثل هذه الامور ان لايكون الابناء متواجدين ولفت الخديدي ان بعض القصص التاريخية التي تعرض للأسف فيها مغالطات لبعض الشخصيات المعروفة وكما ان افلام الكرتون الموجهة للأطفال فيها رعب مبالغ فيه وشخصيات كرتونية تقوم بأعمال خارقة للمعتاد وهي بلاشك من نسج الخيال لكن الاطفال يصدقونها وتصبح حقيقة في مخيلتهم وهذا شيء خطير على عقليات الابناء.