نظمت لجنة بيت الشعر بالنادي الأدبي بالرياض يوم الأربعاء الماضي أولى فعاليات "مرفأ الشعر"، وهي محاضرة بعنوان "شعرية الذاكرة والغياب .. الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد نموذجاً" ألقاها الدكتور محمد بن سعد الدكان، وأدارها الإعلامي سعد النفيسة. بدئت المحاضرة بتعريف بالمحاضر ثم ذكر د.الدكان اعتبارات الذاكرة والنسيان التي يأتي منها البعد المعجمي والبعد الدلالي وتحدث عن أسئلة الذاكرة والنسيان ماذا ؟ ومن ؟ وكيف ؟ وذكر أفعال الذاكرة والنسيان بين الفعل الجمعي والفعل الفردي وحددها بأن الجمعي الذاكرة الجماعية مثل القبلية: (بني تغلب) والمؤسسات والأحزاب والدول، والفردي هي الذاكرة الشخصية: المؤرخ أنموذجاً، ثم تحول إلى مركزية الفكرة والحضور في الذاكرة والنسيان ومنها الحضور الديني والحضور الثقافي والحضور الأدبي، ثم عرج عن الذاكرة والنسيان والقصيدة (نسيان يستيقظ نموذجاً) ومنها اللغة والوعي وذكر قصيدة نيسان يستيقظ التي التفت من الشاعر إلى الماضي المتمثل في خمس وعشرين سنة ماضية ثم التفت إلى الحاضر حين استيقظ على وقع هذا اللقاء الحميم بين الشاعر ورفاقه بعد الماضي المحمل بالصداقة وفي ذلك يقول الرشيد بعد هذا العنوان مقدماً للنص: " هاهم أولاء بعد خمسة وعشرين عاماً .. ما أدأب الزمن . ما أوجع اللقاء الحميم " وقال لاتزال ثنائية الماضي والحاضر داخل النص حاضرة ومنها للماضي : ماذا لقيتم يارفاق الضحى … في مشرق الآمال والمغرب هيجتمُ في الروح نبض المنى … وعنفوان الزمن الطيب فثار بي قلبي إلى برهة … ريانة بالأمل المعشب وللحاضر قال: طيف الزمان الغر يسري معي … ساير أشواقي فلم يتعب له على نجواي إطلالة … ساحرة كالحلم الأعذب أمورُ في أطيابها والهاً … وأنهر الأشواق: لاتغربي! ثم ذكر ن الشاعر يترقب بنفسه لهذا المستقبل فهو يترقب الساعة ال(مؤجلة) لأشواقه في قوله: إنني أجلب أشواقي إلى …. أن تحين الساعة بعدها تداخلت الأستاذة تهاني العيدي بكلمة عن مرفأ الشعر وقالت:" يجيء مرفأ الشعر ليتفيأ ظلال السحر .. ليحوي مساحة ويطوي مسافة ويواري مفازة .. ويهز جذع القوافي ليتساقط الشعور شعراً شهياً وشجياً؛ ولأن الشعر عاصمة للأدب كان قدراً لمرفأ الشعر أن ينطلق من نادي الرياض الأدبي فتلتقي العواصم على أمر قد قدر .. لتصافح الشعر حباً بحب وشغفاً بشغف .. في محاولة لإعادة قراءة الشعر السعودي أشتاتاً وألفافاً .. يمنحه بعداً مائزاً .. وأثراً باقياً .. وطوافاً يافعاً .. لا تفتر له خطا .. ولا تهرول عنه الرؤى. بعدها بدأت المداخلات من الحضور. من جهة أخرى أصدر النادي للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد كتاباً ضم جملة من بحوثه المهمة، وعنوانه "تنوّرتها من أذرعات: دراسات في الشعر تليده وطريفه"، وجاء في مئتي صفحة من القطع دون المتوسط، وفي قسمين هما: الأول: في الشعر القديم، وفيه أربعة بحوث، وهي: القصائد المقصورة: تاريخها وتطورها ودلالاتها الإيقاعية، وأثر الرواية والاختيار في تشكل الشعر: نونية ذي الإصبع العدواني أنموذجا، وقصة شعرية نادرة من أدب العرب، وتحقيق المرويات الأدبية: ضرورته ومنهجه. والثاني: في الشعر الحديث، وفيه ثلاثة بحوث، وهي: في عالم البردوني: الصورة والتطور الأسلوبي، وشخصية المتنبي في قصيدتين لشاعرين معاصرين: الجواهري والبردوني، و(الشعرية) مطلب عزيز ومسلك مخاتل. الجدير بالذكر أن الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد أستاذ جامعي وشاعر وناقد معروف، وله عدد من الدواوين والكتب النقدية، ومنها: خاتمة البروق، وحروف من لغة الشمس، وأوراد العشب النبيل، ونسيان يستيقظ (دواوين شعرية)، وله في حقل الدراسات: رجل الصناعتين: شفيق جبري، والأفاكيه والنوادر: مدخل لتدريس فنون اللغة العربية، ومقطّعات الأعراب النثرية إلى نهاية القرن الرابع في المصادر الأدبية: جمعاً وتوثيقا، والسيف والعصا: مذاكرات في مشكلة الفصحى والعامية، ومدخل إلى دراسة العنوان في الشعر السعودي، وما بقي من كتاب الرِّحل لأبي القاسم الخوارزمي: جمع وتعليق، ودواوين لشعراء مغمورين: جمعاً وتحقيقاً ودراسة، الرياض، ووقوفاً بها: ثلاث ظواهر في الشعر العربي الحديث.